مات الأب فدفنه بشجر الدوم ومضى في سفره ثم مر بذلك الموضع ليلا فلم ينزل إلى قبر أبيه فإذا هاتف يهتف ويقول شعرا.
أجدك تطوي الدوم ليلا ولا ترى ** عليك لأهل الدوم أن تتكلما .
وبــالدوم ثــاو لــو ثويت مــكانه ** فمر بأهل الدوم عاج فسلما .
وأخرج أبو نعيم وإبن عساكر عن سلمة قال كان خالد بن معدان يسبح في اليوم أربعين ألف تسبيحة سوى ما يقرأ من القرآن فلما مات ووضع على سريره ليغسل جعل بأصبعه كذا يحركها يعني بالتسبيح.
وأخرج إبن عساكر عن أبي عبد الله بن الجلاء قال مات أبي فجعلناه على المغتسل فكشفنا عن وجهه فإذا هو يضحك فالتبس على الناس أمره وقالوا هو حي فجاؤوا بالطبيب وغطينا وجهه وقلنا خذ بمجسه فأخذ بمجسه فقال هذا ميت فكشفنا عن وجهه فنظر إليه ضاحكا فقال والله ما أدري ميت هو أم حي فكلما جاء إنسان يغسله يهابه ولا يقدر على غسله فقام الفضل بن الحسين وكان من كبار العارفين فغسله وصلى عليه ودفنه.
وأخرج البيهقي في دلائل النبوة عن سعيد بن المسيب أن زيد بن خارجة الأنصاري ثم من بني حارثة بن الخزرج توفي زمن عثمان فسجي ثم إنهم سمعوا جلجلة في صدره ثم تكلم فقال أحمد أحمد في الكتاب الأول صدق صدق أبو بكر الصديق الضعيف في نفسه القوي في أمر الله في الكتاب الأول صدق صدق عمر بن الخطاب القوي الأمين في الكتاب الأول صدق صدق عثمان بن عفان على منهاجهم مضت أربع وبقيت ثنتان أتت الفتن وأكل الشديد الضعيف وقامت الساعة وسيأتيكم من جيشكم خبر أريس وما بئر أريس؟
قال سعيد ثم هلك رجل من خطمة فسجي بثوبه فسمعت جلجلة في صدره ثم تكلم فقال إن أخا بني الحرث بن الخزرج صدق صدق قال البيهقي هذا إسناد صحيح وله شواهد.