عنوان الكتاب: شرح الصدور

أنا في المقابر إذ تفكرت في نفسي فإذا أنا بصوت إليك يا غافل إنما أنت بين ناعم في نعيمه مدلل أو معذب في سكراته مقلب.

وأخرج عن سوار بن مصعب الهمداني عن أبيه أن أخوين كانا جارين له وكان كل واحد يجد لصاحبه وجدا لا يرى مثله فخرج الأكبر إلى أصفهان فمات الأصغر فاختلف الأكبر إلى قبره سبعة أشهر فإذا هاتف يهتف من خلفه يوما.

 يا أيها الباكي على غيره ** نفسك أصلحها ولا تبكه .

 إن الذي تبكي على إثره ** يوشك أن تسلك في سلكه .

قال فالتفت فلم ير خلفه أحدا فاقشعر وحم فرجع إلى أهله فلم يلبث إلا ثلاثا حتى مات فدفن إلى جنبه.

وأخرج الإمام أحمد في الزهد وإبن أبي الدنيا من طريق عبد الرحمن بن جبير بن نفير عن يزيد بن شريح الهيثمي أنه سمع صوتا من قبر.

 إن تزوروا اليوم أمثالنا فقد ** كنا أمثالكم وفي الحياة كشكلكم .

 فــتلك البيــداء تسفي ريـاحـهـا ** ونحن في مقصورة لا ننالكم .

 فــمن يــك مـنا فــلـيس يـراجع ** فــتلك ديارنا وهي مصيركم .

وأخرج إبن أبي الدنيا عن سليمان بن يسار الخضرمي قال كان قوم يسيرون بالمقابر إذا سمعوا من قبر قائلا يقول.

 يا أيها الركب سيروا ** من قبل أن لا تسيروا .

 فــهذه الدار حــقا ** فــيهــا إلينــا الـمــصير .

 كــم مــنعم فــي نـعـيم ** وتــسلبه الــدهور .

 وآخــر فــي عــذاب ** لــبئـس ذاك المصيــر .

وأخرج إبن الجوزي في كتاب عيون الحكايات بسنده عن محمد بن العباس الوراق قال خرج رجل مع إبنه حتى إذا كانا ببعض الطريق


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331