تحت العرش خواصهم أو لعل المراد بالشهداء هنا من هو شهيد غير من قتل في سبيل الله كالمطعون والمبطون والغريق وغيرهم ممن ورد النص بأنه شهيد أو سائر المؤمنين فقد يطلق الشهيد على من حقق الإيمان وشهد بصحته كما روي عن أبي هريرة أنه قال كل مؤمن صديق وشهيد قيل ما تقول يا أبا هريرة قال إقرؤوا { وَٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ بِٱللَّهِ وَرُسُلِهِۦٓ أُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلصِّدِّيقُونَۖ وَٱلشُّهَدَآءُ عِندَ رَبِّهِمۡ}.
وروى البراء بن عازب عن النبي صلى الله عليه وسلم قال مؤمنو أمتي شهداء ثم تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الآية وأما بقية المؤمنين سوى الشهداء فأهل تكليف وغيرهم كأطفال المؤمنين الجمهور على أنهم في الجنة.
وحكى الإمام أحمد الإجماع على ذلك قال في رواية جعفر بن محمد ليس فيهم إختلاف أنهم في الجنة وقال في رواية الميموني ولا أحد يشك أنهم في الجنة وكذلك نص الشافعي رحمه الله على أنهم في الجنة وجاء صريحا عن السلف أن أرواحهم في الجنة وذهب طائفة إلى أنه يشهد لأطفال المؤمنين عموما أنهم في الجنة ولا يشهد لآحادهم ولعل هذا يرجع إلى أن الطفل المعين لا يشهد لأبيه بالإيمان فلا يشهد حينئذ له أنه من أطفال المؤمنين فيكون التوقف في آحادهم للتوقف في إيمان آبائهم ولم يثبت هذا القول صريحا عن أحد من الأئمة وإنما أخذ ذلك من عمومات كلام لهم وإنما أرادوا به أطفال المشركين وقد إستدل أحمد بحديث وصغارهم دعاميص الجنة ونحوه
قال الإمام أحمد إذا كان يرجى لأبويه دخول الجنة بسببه فكيف يشك فيه وأما المكلفون من المؤمنين سوى الشهداء فاختلف العلماء فيهم قديما وحديثا فنص الإمام أحمد على أن أرواح المؤمنين في الجنة وأرواح الكفار في النار واستدل بحديث كعب بن مالك وأم هانىء وأبي هريرة وأم بشر وعبد الله بن عمرو ونحوهم
وروي عن هلال بن يساف أن إبن عباس سأل كعبا عن عليين وسجين فقال كعب أما علييون فالسماء السابعة فيها أرواح المؤمنين