البراء قال لما توفي إبراهيم بن النبي صلى الله عليه وسلم قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم إن له مرضعا في الجنة ثم قال فحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم على إبنه إبراهيم بأنه يرضع في الجنة وهو مدفون بالبقيع في مقبرة المدينة.
قال إبن القيم لا منافاة بين حديث أنه طائر يعلق في شجر الجنة وبين حديث عرض المقعد بل ترد روحه أنهار الجنة وتأكل من ثمرها ويعرض عليه مقعده لأنه لا يدخله إلا يوم الجزاء بدليل أن منازل الشهداء يومئذ ليست هي التي تأوي إليها أرواحهم في البرزخ فدخول الجنة التام إنما يكون للإنسان التام روحا وبدنا ودخول الروح فقط أمر دون ذلك.
وفي بحر الكلام للنسفي الأرواح على أربعة أوجه:
أرواح الأنبياء تخرج من جسدها وتصير مثل صورتها مثل المسك والكافور وتكون في الجنة تأكل وتشرب وتتنعم وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة تحت العرش وأرواح الشهداء تخرج من جسدها وتكون في أجواف طير خضر في الجنة تأكل وتتنعم وتأوي بالليل إلى قناديل معلقة بالعرش وأرواح المطيعين من المؤمنين بربض الجنة لا تأكل ولا تتمتع ولكن تنظر في الجنة
وأرواح العصاة من المؤمنين تكون بين السماء والأرض في الهواء وأما أرواح الكفار فهي في سجين في جوف طير سود تحت الأرض السابعة وهي متصلة بأجسادها فتعذب الأرواح وتتألم الأجساد منه كالشمس في السماء ونورها في الأرض إنتهى.
وقال الحافظ إبن رجب في أهوال القبور في الباب التاسع في ذكر محل أرواح الموتى في البرزخ أما الأنبياء عليهم السلام فلا شك أن أرواحهم عند الله في أعلى عليين.
وقد ثبت في الصحيح أن آخر كلمة تكلم بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عند موته أنه قال اللهم الرفيق الأعلى وقال رجل لإبن مسعود قبض