عنوان الكتاب: شرح الصدور

الأولى قال يا إبراهيم إن الله إذا بعثني إلى من يحب لقاءه بعثني في الصورة التي رأيت أولا

الشارة بشين معجمة وراء خفيفة الهيئة

 وأخرج عن وهب قال إن إبراهيم صلى الله عليه وسلم رأى في بيته رجلا فقال من أنت قال أنا ملك الموت قال إبراهيم إن كنت صادقا فأرني منك آية أعرف أنك ملك الموت قال له ملك الموت أعرض بوجهك فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض بها المؤمنين قال فرأى من النور والبهاء شيئا لا يعلمه إلا الله ثم قال أعرض بوجهك فأعرض ثم نظر فأراه الصورة التي يقبض بها الكفار والفجار فرعب إبراهيم رعبا شديدا حتى إرتعدت فرائصه وألصق بطنه بالأرض وكادت نفسه أن تخرج

 وأخرج عن إبن مسعود وإبن عباس معا قالا لما اتخذ الله إبراهيم خليلا سأل ملك الموت ربه أن يأذن له أن يبشره بذلك فأذن له فجاء إبراهيم فبشره فقال الحمد لله ثم قال يا ملك الموت أرني كيف تقبض أنفاس الكفار قال يا إبراهيم لا تطيق ذلك قال بلى قال أعرض فأعرض ثم نظر فإذا برجل أسود تنال رأسه السماء يخرج من فيه لهب النار ليس من شعرة في جسده إلا في صورة رجل يخرج من فيه ومسامعه لهب النار فغشي على إبراهيم ثم أفاق وقد تحول ملك الموت في الصورة الأولى فقال يا ملك الموت لو لم يلق الكافر من البلاء والحزن إلا صورتك لكفاه فأرني كيف تقبض أنفاس المؤمنين قال أعرض فأعرض ثم التفت فإذا هو برجل شاب أحسن الناس وجها وأطيبهم ريحا في ثياب بيض فقال يا ملك الموت لو لم ير المؤمن عند الموت من قرة العين والكرامة إلا صورتك هذه لكان يكفيه

 وأخرج أحمد في الزهد وأبو الشيخ في العظمة وأبو نعيم عن مجاهد قال جعلت الأرض لملك الموت مثل الطست يتناول من حيث شاء وجعل له أعوان يتوفون الأنفس ثم يقبضها منهم


 

 




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331