عنوان الكتاب: شرح الصدور

أخرج سعيد بن منصور في سننه عن علي بن أبي طالب كرم الله وجهه في قوله تعالى {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا}[1] قال هي الملائكة تنزع أرواح الكفار {وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا}[2] هي الملائكة تنشط أرواح الكفار ما بين الأظفار والجلد حتى تخرجها {وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا}[3] هي الملائكة تسبح بأرواح المسلمين بين السماء والأرض {فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا}[4] هي الملائكة تسبق بعضها بعضا بأرواح المؤمنين إلى الله تعالى.

وأخرج إبن أبي حاتم عن إبن عباس في قوله تعالى {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} قال هي أنفس الكفار تنزع ثم تنشط ثم تغرق في النار.

وأخرج جويبر في تفسيره عن إبن عباس في قوله تعالى {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} قال هي أرواح الكفار لما عاينت ملك الموت فخبرها بسخط الله تعالى فغرقت فتنشطها إنتشاطا من العصب واللحم {وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} أرواح المؤمنين لما عاينت ملك الموت قال أخرجي أيتها النفس الطيبة إلى روح وريحان ورب غير غضبان سبحت سباحة الغائص في الماء فرحا وشوقا إلى الجنة {فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا} يعني تمشي إلى كرامة الله تعالى.

وأخرج إبن أبي حاتم عن الربيع بن أنس في قوله تعالى {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا} قال هاتان الآيتان للكفار عند نزع النفس تنشط نشطا عنيفا مثل سفود جعلته في صوف فكان خروجه شديدا { وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا فَٱلسَّٰبِقَٰتِ سَبۡقٗا } قال هاتان للمؤمنين.

وأخرج عن السدي في قوله تعالى {وَٱلنَّٰزِعَٰتِ غَرۡقٗا} قال النفس حين تغرق في الصدر {وَٱلنَّٰشِطَٰتِ نَشۡطٗا} قال الملائكة حين تنشط الروح من الأصابع والقدمين {وَٱلسَّٰبِحَٰتِ سَبۡحٗا} حين تسبح النفس في الجوف تتردد عند الموت.


 

 



[1] سورة النازعات ، الآية : ١.

[2] سورة النازعات ، الآية : ٢.

[3] سورة النازعات ، الآية : ٣.

[4] سورة النازعات ، الآية : ٤.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

331