وقال عبد الرحيم الأرمنتي في كتاب الإخلاص أنبأنا ابن المغرا عن الأجلح عن الضحاك قال إذا قبض روح العبد المؤمن عرج به إلى السماء فينطلق معه المقربون قلت وما المقربون قال أقربهم منزلة من السماء الثانية ثم يعرج إلى السماء الثالثة ثم الرابعة ثم الخامسة ثم السادسة ثم السابعة حتى ينتهوا به إلى سدرة المنتهى قلت لم سميت سدرة المنتهى قال إليها ينتهي كل شيء من أمر الله لا يجاوزها فيقولون عبدك فلان وهو أعلم فيأتيه صك مختوم بأمان من العذاب فذلك قوله تعالى {كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ يَشۡهَدُهُ ٱلۡمُقَرَّبُونَ}[1].
وأخرج مسلم عن إبن مسعود قال لما أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم فانتهي به إلى سدرة المنتهى وإليها ينتهي ما يعرج به من الأرواح.
وفي حديث الإسراء عن أبي هريرة رضي الله عنه ثم إنتهى إلى السدرة فقيل له هذه السدرة المنتهى ينتهي إليها كل أحد من أمتك خلا على سبيلك أخرجه إبن جرير وإبن أبي حاتم والبزار وغيرهم.
وأخرج أبو القاسم بن منده في كتاب الأحوال والإيمان بالسؤال عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن إذا كان في إقبال من الآخرة وإدبار من الدنيا نزلت ملائكة من ملائكة الله تعالى كأن وجوههم الشمس بكفنه وحنوطه من الجنة فيقعدون منه حيث ينظر إليهم فإذا خرجت روحه صلى عليه كل ملك بين السماء والأرض.
وأخرج مسلم والبيهقي عن أبي هريرة قال إذا خرجت روح المؤمن تلقاها ملكان فصعدا بها قال حماد فذكر من طيب ريحها وذكر المسك قال ويقول أهل السماء روح طيبة جاءت من قبل الأرض صلى الله عليك وعلى جسد كنت تعمرينه فينطلق به إلى ربه عز وجل ثم يقول إنطلقوا به إلى آخر الأجل قال وإن الكافر إذا خرجت روحه وذكر من نتنها وذكر لعنا فتقول أهل السماء