وأخرج البزار وإبن مردويه عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال إن المؤمن إذا إحتضر أتته الملائكة بحريرة فيها مسك وضبائر ريحان فتسل روحه كما تسل الشعرة من العجين ويقال أيتها النفس الطيبة أخرجي راضية مرضيا عنك إلى روح الله وكرامته فإذا خرجت روحه وضعت على ذلك المسك والريحان وطويت عليها الحريرة وذهب بها إلى عليين وإن الكافر إذا حضر أتته الملائكة بمسح فيه جمرة فتنزع روحه إنتزاعا شديدا ويقال أيتها النفس الخبيثة أخرجي ساخطة مسخوطا عليك إلى هوان الله وعذابه فإذا خرجت روحه ووضعت.
على تلك الجمرة فإن لها نشيشا ويطوى عليها المسح ويذهب بها إلى سجين.
وأخرج هناد بن السري في كتاب الزهد وعبد بن حميد في تفسيره والطبراني في الكبير بسند رجاله ثقات عن عبد الله بن عمرو قال إذا قتل العبد في سبيل الله فأول قطرة تقع على الأرض من دمه يكفر الله له ذنوبه كلها ثم يرسل الله بريطة من الجنة فتقبض فيها نفسه وبجسد من الجنة حتى يركب فيه روحه ثم يعرج مع الملائكة كأنه كان معهم منذ خلقه الله حتى يؤتى به الرحمن فيسجد قبل الملائكة ثم تسجد الملائكة بعده ثم يغفر له ويطهر ثم يؤمر به إلى الشهداء فيجدهم في رياض خضر وقباب من حرير عندهم ثور وحوت يلغثانهم كل يوم بشيء لم يلغثاه بالأمس يظل الحوت في أنهار الجنة فيأكل من كل رائحة من أنهار الجنة فإذا أمسى وكزه الثور بقرنه فذكاه بذنبه فأكلوا من لحمه فوجدوا في طعم لحمه كل رائحة من ريح الجنة ويبيت الثور نافشا في الجنة ينظرون إلى منازلهم يدعون الله بقيام الساعة وإذا توفى الله العبد المؤمن أرسل إليه ملكين بخرقة من الجنة وريحان من ريحان الجنة فقالا أيتها النفس الطيبة أخرجي إلى روح وريحان ورب غير غضبان أخرجي فنعم ما قدمت فتخرج كأطيب رائحة مسك وجدها أحدكم بأنفه وعلى أرجاء السماء ملائكة يقولون سبحان الله لقد جاء من الأرض اليوم