فيأتي الرب ولوجهه برهان مثل الشمس قال وأما الكافر فتخرج نفسه وهي أنتن من الجيفة فتصعد بها الملائكة الذين يتوفونها فتلقاهم ملائكة دون السماء فيقولون من هذا معكم فيقولون فلان ويذكرونه بأسوأ عمله فيقولون ردوه فما ظلمه الله شيئا وقرأ أبو موسى {وَلَا يَدۡخُلُونَ ٱلۡجَنَّةَ حَتَّىٰ يَلِجَ ٱلۡجَمَلُ فِي سَمِّ ٱلۡخِيَاطِۚ} وأخرجه أبو داود الطيالسي نحوه وفيه فيصعد به من الباب الذي كان يصعد عمله منه وفي آخره بعد ردوه فيرد إلى أسفل الأرضين إلى الثرى.
وأخرج إبن المبارك في الزهد من طريق شمر بن خطية أن إبن عباس سأل كعب الأحبار عن قوله تعالى {كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ} قال إن روح المؤمن إذا قبضت عرج بها إلى السماء فتفتح لها أبواب السماء وتلقاها الملائكة بالبشرى حتى ينتهى بها إلى العرش وتعرج الملائكة فتخرج لها تحت العرش رقا فيختم ويرقم ويوضع تحت العرش لمعرفة النجاة للحساب يوم القيامة فذلك قوله تعالى {كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡأَبۡرَارِ لَفِي عِلِّيِّينَ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا عِلِّيُّونَ كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ} قال وقوله {كَلَّآ إِنَّ كِتَٰبَ ٱلۡفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٖ}[1] قال إن روح الفجار يصعد بها إلى السماء فتأبى السماء أن تقبلها فيهبط بها إلى الأرض فتأبى الأرض أن تقبلها فيدخل بها تحت سبع أرضين حتى ينتهى بها إلى سجين وهو خد إبليس فيخرج لها من تحت خد إبليس كتاب فيختم ويوضع تحت خد إبليس لهلاكه للحساب وذلك قوله تعالى {وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا سِجِّينٞ كِتَٰبٞ مَّرۡقُومٞ}[2].
وأخرج عبد الله بن أحمد في زوائد الزهد عن عبد العزيز بن رفيع قال إذا عرج بروح المؤمن إلى السماء قالت الملائكة سبحان الذي نجى هذا العبد من الشيطان يا ويحه كيف نجا.