إخوتي الكرام! اِسْتَمِعُوْا إلى هذه القِصّةِ الرائِعةِ عَن فَضْلِ الإمامِ الأعظمِ رضي الله تعالى عنه، وعَوِّدُوا أنْفُسَكم على مُسامَحةِ أعْدائِكُم مع شِدَّةِ الغضَبِ، وقَدِّمُوا دَلائِلَ لِحُبِّ الإمامِ الأعظمِ قَوْلاً وعَمَلاً، حَيْثُ كان رجُلٌ مِمّن يَحْسُدُونه قَدْ لَطَمَه لَطْمةً شَدِيْدة فتَحَمَّلَ الإمامُ الأعظمُ أبو حنيفةَ رضي الله تعالى عنه وصبَرَ وقال: يا أخي، أسْتَطِيعُ أنْ ألْطِمَكَ، لكنِّي لَنْ ألْطِمَ، وأَقْدِرُ أنْ أَرْفَعَ أمْرِي إلى القاضِي لكنِّي لَنْ أرْفَعَ، وأَشْتَكِي إلى اللهِ مِن ظُلْمِكَ لكنِّي لَنْ أَشْكُوَ، وآخُذَ بثَأْرِي مِنْكَ لكنِّي لَنْ آخُذَ، فإنْ رَحِمَنِي اللهُ وقَبِلَ شَفاعَتي فيك فلَنْ أدْخُلَ الْجَنّةَ مِن دُونِكَ[1].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
العافون عن الناس يدخلون الجنة دون حساب
إخوتي الأحباء! طَبْعًا كان سَيِّدُنا الإمامُ الأعظمُ أبو حنيفةَ رضي الله تعالى عنه جَبَلَ الصَّبْرِ، وكان عالِماً بفَضائِلِ الصَّبْرِ، فيا لَيْتَنا نُسامِحُ مَن ظلَمَنا أو أَساءَ إلَيْنا لنَحْصُلَ على الأَجْرِ العَظِيْمِ