وقال بِكْرُ بنُ جَيْشٍ رحمه الله تعالى: لَوْ جُمِعَ عَقْلُه وعَقْلُ أَهْلِ زَمَنِه لَرَجَحَ عَقْلُه على عُقُولِهم[1]، وإليكم حِكايةً حَوْلَ عَقْلِه الرّاجِحِ وطريقتِه العَجيبةِ في النُّصْحِ والإرْشادِ:
نصيحة لمن سبّ عثمان رضي الله عنه
كان بالكُوْفةِ رجُلٌ يَزْعُمُ أنّ عُثْمانَ كافِرٌ يهودِيٌّ فذَهَبَ إليه الإمامُ وقال: جِئْتُكَ خاطِبًا بِنْتَكَ مِن رجُلٍ حافِظٍ لكلامِ اللهِ تعالى يَقومُ اللّيلَ في ركعةٍ كثيرَ البُكاءِ خَوْفًا مِن اللهِ تعالى، قال: يا أبا حنيفةَ مَن دُوْنَ هذا مُقْنِعٌ, قال الإمامُ رحمه الله تعالى: لكنّ فيه خَصْلةً وهو أنّه يهودِيٌّ, قال: أَتأمُرُنِي أنْ أُزَوِّجَ اِبْنَتِي مِن يهودِيٍّ؟! فقال أبو حنيفة: كيف زَوَّجَ النّبيُّ الكريمُ صلّى الله تعالى عليه وسلّم اِبْنَتَيْه مِن يهودِيٍّ؟ فرَجَعَ الرّجُلُ وتابَ[2].
صلّوا على الحبيب! صلّى الله تعالى على محمد
عرَضَ الخلِيفةُ العَبّاسِيُّ الْمَنْصورُ على أَبي حنيفةَ رحمه الله تعالى تَوْلِيَةَ القَضاءِ, فأبَى عليه وقال: لا أَصْلُحُ لذلك، فقال: