سُبْحانَ الله! هذا يَدُلُّ علَى مَدَى اهْتِمامِه وحِرْصِه علَى تَعظيمِ الأُسْتاذِ، ممّا جعَلَه عالِمًا كَبِيْرًا، كما كان كذلكَ سيِّدُنا عبْدُ اللهِ بْنُ عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما في احْتِرامِه لأُسْتاذِه، ففي "الْمَلفوظِ الشّريفِ" مِن إصداراتِ مَكتبةِ المدينةِ: قال الشَّيْخُ الإمامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: عن سيِّدِنا عَبْدِ اللهِ بْنِ عبّاسٍ رضي الله تعالى عنهما قال: كنتُ آتي بابَه أي: زيدِ بْنِ ثابتٍ رضي الله تعالى عنه وهو قائلٌ فأتَوَسَّدُ رِدائِيْ علَى بابه تَسْفِي الرِّيحُ عَليَّ مِن التُّراب وأنْتَظِرُه، فإذا خرَجَ قال: يا ابْنَ عَمِّ رسولِ الله، هلاّ أَرْسَلْتَ إليّ فآتِيَك؟ فأقولُ: لا، أَنا أَحقُّ أنْ آتيَكَ[1],
وأضاف الشَّيْخُ الإمامُ أحمد رضا خان رحمه الله تعالى: هذا الأدَبُ ممّا عَلَّمَنا القرآنُ الكريمُ فقال:﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يُنَادُونَكَ مِن وَرَآءِ ٱلۡحُجُرَٰتِ أَكۡثَرُهُمۡ لَا يَعۡقِلُونَ ٤ وَلَوۡ أَنَّهُمۡ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخۡرُجَ إِلَيۡهِمۡ لَكَانَ خَيۡرٗا لَّهُمۡۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٥﴾ [الحجرات: ٤٩/٤-٥][2].