للعدول عنه (أو الاحتياط لضعف التعويل) أي: الاعتماد (على القرينة أو التنبيه على غباوة السامع أو زيادة الإيضاح والتقرير) وعليه قوله تعالى[1]: ﴿أُوْلَٰٓئِكَ عَلَىٰ هُدٗى مِّن رَّبِّهِمۡۖ وَأُوْلَٰٓئِكَ هُمُ ٱلۡمُفۡلِحُونَ﴾ [البقرة:٥] (أو إظهار تعظيمه) لكون اسمه ممّا يدلّ على التعظيم نحو: ½أمير المؤمنين حاضر¼ (أو إهانته) أي: إهانة المسند إليه[2] لكون اسمه مما يدل على الإهانة مثل: ½السارق اللئيم حاضر¼ (أو التبرّك بذكره) مثل: ½النبي عليه السلام قائل هذا القول¼ (أو استلذاذه) مثل: ½الحبيب حاضر¼ (أو بسط الكلام حيث الإصغاء مطلوب) أي: في مقام[3] يكون إصغاء السامع مطلوباً للمتكلم لعظمته وشرفه ولهذا يطال الكلام مع الأحبّاء (نحو) قوله تعالى حكاية عن موسى[4] على نبيّنا وعليه السلام: (﴿هِيَ عَصَايَ)أَتَوَكَّؤُاْ عَلَيۡهَا﴾ [طه:١٨]
[1] قوله: [وعليه قوله تعالى] أي: وعلى ذكره لزيادة الإيضاح والتقرير جاء قولُه تعالى إلخ حيث ذكر ½أولئك¼ الثاني للإيضاح وزيادة التقرير؛ فعلم من تكرّر ½أولئك¼ أنّ المتّقين اختصّوا بكلّ واحد من الفلاح في الآجل والهدى في العاجل وكلّ منهما كاف في تميّزهم به عن غيرهم فلو لم يتكرّر احتمل اختصاصهم بالمجموع ولفات المعنى المقصود الذي أفاده التكرير, وإنما لم يقل ½كقوله تعالى¼ لأنه ليس من قبيل ما لو لم يذكر لكان المسند إليه محذوفاً فتأمّل.
[2] قوله: [أي: إهانة المسند إليه] إشارة إلى مرجع الضمير, وانظر لم ذكره ههنا دون سابقه ولاحقه, ولعلّه لدفع توهّم عود الضمير هنا على ½تعظيمه¼.
[3] قوله: [أي: في مقام إلخ] إشارة إلى أنّ ½حيث¼ ظرف مكان. قوله ½يكون إصغاء إلخ¼ إن قيل الإصغاء محال في حقّه تعالى لأنه إمالة الأذن لسَماع الكلام أجيب بأنّ المراد بالإصغاء لازمه وهو السماع مع الالتفات والإقبال على المتكلِّم. قوله ½لعظمته¼ أي: لعظمة السامع في نفس الأمر أو عند المتكلِّم قوله ½ولهذا¼ أي: لأجل أنّ إصغاء السامع مطلوب للمتكلِّم لعظمته وشرفه.
[4] قوله: [حكاية عن موسى] أي: حكاية لقول سيِّدنا موسى على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام لمّا قال الله تعالى له: ﴿وَمَا تِلۡكَ بِيَمِينِكَ يَٰمُوسَىٰ﴾ [طه:١٧] وكان يكفي في الجواب أن يقول ½عصاً¼ لكنه ذكر المسند إليه لأجل بسط الكلام في هذا المقام, وزيادة الإضافة والأوصاف أيضاً لهذا البسط.