عنوان الكتاب: مختصر المعاني

تعريف المسند إليه بإيراده علَماً[1] وهو ما وضع لشيء مع جميع مشخّصاته (لإحضاره) أي: المسند إليه (بعينه) أي: بشخصه[2] بحيث يكون متميِّزاً عن جميع ما عداه، واحترز بهذا[3] عن إحضاره باسم جنسه نحو: ½رجل عالم جاءني¼ (في ذهن السامع ابتداء) أي: أوّل مرّة، واحترز به عن نحو ½جاءني زيد وهو راكب¼ (باسم مختصّ به) أي: بالمسند إليه بحيث لا يطلق باعتبار هذا الوضع[4] على غيره، واحترز به عن إحضاره بضمير المتكلم


 



[1] قوله: [بإيراده علَماً] الباء للتصوير, وفيه إشارة إلى أنّ ½العلميّة¼ في المتن مصدر الفعل المتعدّي وهو ½علّم¼ أي: جَعَله علماً, والمراد بجعله علَماً إيراده علَماً؛ لأنه الذي يصنعه البليغ لا وضعه علماً. قوله ½مع جميع مشخّصاته¼ فالمشخّصات جزء من الموضوع له, والمراد بالمشخّصات أمارات الشخص لأنّ الشخص هو الموجود على النحو الخاصّ أو على حالة تقارنه أو تتبعه والأعراض والصفات أمارات يعرف بها الشخص فتبدّل المشخّصات لا يوجب تبدّل الشخص.

[2] قوله: [أي: بشخصه] تفسير اللفظ. قوله ½بحيث يكون إلخ¼ تفسير لإحضار المسند إليه بعينه وبيان للمراد منه وإشارة إلى جواب ما يقال إنّ لفظ الجلالة لا يتأتّى به حضور ذاته بعينه لعدم العلمِ بذاته والإحاطةِ بجميع صفاته, وحاصل الجواب أنّ المدار في حضوره بعينه على صيرورته متميِّزاً عن جميع ما عداه سواء كان بإحضاره بوجه جزئيّ كإحضاره بذاته ومشخّصاته نحو ½زيد¼ أو بوجه كليّ ينحصر فيه كلفظ الجلالة فإنّ مدلوله يستحضر بوجه عامّ منحصر فيه ككونه واجب الوجود خالقاً للعالم.

[3] قوله: [واحترز بهذا] أي: بقوله ½بعينه¼. قوله ½باسم جنسه¼ أي: بجنسه, فالاسم مقحم. قوله ½رجل عالم جاءني¼ الشاهد في ½رجل¼ وإنما أتى بـ½عالم¼ لصحّة الابتداء بالنكرة, فالتعبير عن المسند إليه بـ½رجل¼ لا يفيد حضوره بعينه بل بجنسه. قوله ½أوّل مرّة¼ فيه إشعار بأنّ نصب ½ابتداء¼ على الظرفيّة. قوله ½عن نحو إلخ¼ أي: عن إحضاره بضمير غائب عائد إلى العلَم فإنه إحضاره ثانياً لا ابتداء.

[4] قوله: [باعتبار هذا الوضع] أي: باعتبار وضعه لهذه الذات المخصوصة وإن أطلق على غيرها باعتبار وضع آخر كما في الأعلام المشتركة كزيد المسمّى به أفراد كثيرة. قوله ½عن إحضاره بضمير إلخ¼ نحو ½أنا ضربت¼ و½أنت ضربت¼ و½هذا ضرب¼ و½الذي يكرم العلماء حاضر¼ و½ليس الذكر كالأنثى¼ و½جاء غلامي¼ فإنّ إحضار المسند إليه بهذه الأسماء وإن كان ابتداءً إلاّ أنه ليس باسم مختصّ به.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471