عنوان الكتاب: مختصر المعاني

وملابِسها ويلزمه أنه جهنّميّ فيكون انتقالاً من الملزوم إلى اللازم باعتبار الوضع الأوّل[1] وهذا القدر كافٍ في الكناية، وقيل في هذا المقام: إنّ الكناية كما يقال ½جاء حاتم¼ ويراد به لازمه أي: جواد لا الشخص المسمّى بحاتم، ويقال ½رأيت أبا لهب¼ أي: جهنّميًّا[2] وفيه نظر[3] لأنه حينئذ يكون استعارة لا كناية على ما سيجيء، ولو كان المراد ما ذكره لكان قولُنا: ½فعل هذا الرجل كذا¼ مشيرًا إلى كافر وقولُنا: ½أبو جهل فعل كذا¼.........


 



[1] قوله: [باعتبار الوضع الأوّل] يعني أنّ أبا لهب مستعمل في معناه باعتبار الوضع الثاني وهو الشخص المسمّى به وينتقل منه إلى معناه باعتبار الوضع الأوّل وهو ملابس اللهب لينتقل منه إلى أنه جهنّميّ فيكون الانتقال من الملزوم وهو ملابس اللهب إلى اللازم وهو الجهنّمي. قوله ½وهذا القدر¼ أي: الانتقال من المعنى الموضوع له أوّلاً وإن لم يكن اللفظ مستعملاً فيه إلى لازمه.

[2] قوله: [أي: جهنّميًّا] أي: يقال ½رأيت أبا لهب¼ ويراد به لازمه أي: رأيت جهنّميًّا لا الشخص المسمّى بأبي لهب, ففي كلامه اكتفاء, وحاصل الفرق بين ما قاله وما هنا أنّ العلم على ما قاله مستعمل في معناه العلميّ ملتفتاً معه إلى المعنى الأصليّ ليتوصّل به إلى لازمه وعلى ما هنا مستعمل في نفس اللازم.

[3] قوله: [وفيه نظر إلخ] ردَّ القيلَ بثلاثة أمور ذكر الأوّل بقوله ½لأنه حينئذ إلخ¼ والثاني بقوله ½ولو كان المراد إلخ¼ والثالث بقوله ½وممّا يدلّ إلخ¼. قوله ½يكون استعارة¼ لأنه حينئذ يكون لفظاً مستعملاً في غير ما وضع له لعلاقة المشابهة. قوله ½لا كناية¼ لأنّ الكناية استعمالُ اللفظ في معناه ابتداءً لينتقل منه إلى لازمه أو استعمالُ اللفظ في لازم معناه ابتداءً لينتقل منه إلى الملزوم وهو المعنى الموضوع له, وههنا قد استعمل لفظ حاتم مثلاً ابتداءً في اللازم لينتقل منه إلى غير ما وضع له وهو جواد.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471