عنوان الكتاب: مختصر المعاني

½الذِين في بلاد الشرق لا أعرفهم أو لا نعرفهم¼ لقلّة جدوى مثل هذا الكلام (أو استِهجان التصريح بالاسم أو زيادة التقرير) أي: تقرير الغرض[1] المسوق له الكلام، وقيل تقرير المسند، وقيل المسند إليه (نحو: ﴿وَرَٰوَدَتۡهُ) أي: يوسف[2] على نبيّنا وعليه السلام، والمراودة مفاعلة من ½راد يرود¼ جاء وذهب، وكأنّ المعنى خادعتْه عن نفسه وفعلتْ فعل المخادع[3] لصاحبه عن الشيء الذي لا يريد أن يُخرِجه من يده يحتال[4] عليه أن يغلبه ويأخذه منه، وهي عبارة عن التمحّل لمواقعته إيّاها، والمسند إليه هو قوله: (ٱلَّتِي هُوَ فِي


 



[1] قوله: [أي: تقرير الغرض إلخ] اختار حمل التقرير على تقرير الغرض المسوق له الكلام اتّباعاً لما هو المفهوم من "الإيضاح" حيث قال فإنه مسوق لتنزيه يوسف على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام.

[2] قوله: [أي: يوسف إلخ] إشارة إلى مرجع الضمير المنصوب. قوله ½من رَادَ¼ لم يقل ½من رَاوَدَ¼ إيثاراً للأصل الأصيل فإنّ أصل راود راد زيدت الواو للمفاعلة. قوله ½جاء وذهب¼ مجموعهما تفسير لـ½رَادَ¼. قوله ½وكأنّ المعنى خادعته إلخ¼ فيه إشارة إلى أنّ المراودة مجاز عن المخادعة؛ إذ لم يوجد منها مجيء وذهاب, وإنما لم يجزم بهذا المعنى لأنه لا قطع بأنّه مراد الله تعالى. قوله ½خادعته عن نفسه¼ أي: لأجل نفسه فـ½عن¼ فيه مثلها في قوله: ﴿وَمَا كَانَ ٱسۡتِغۡفَارُ إِبۡرَٰهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَن مَّوۡعِدَةٖ وَعَدَهَآ إِيَّاهُ﴾ [التوبة:١١٤], و﴿وَمَا نَحۡنُ بِتَارِكِيٓ ءَالِهَتِنَا عَن قَوۡلِكَ﴾ [هود:٥٣].

[3] قوله: [وفعلتْ فعلَ المخادِع إلخ] عطف تفسير, وفيه إشارة إلى أنّه لم يتحقّق المخادعة حقيقة؛ إذ لم يحصل لها ما أرادت, وفيه إشارة أيضاً إلى أنّ المفاعلة ليست على بابها. قوله ½عن الشيء¼ متعلِّق بالمخادع أي: لأجل الشيء الذي لا يريد صاحبه أن يخرجه من يده.

[4] قوله: [يحتال إلخ] هذه الجملة مبيِّنة لقوله ½وفعلت إلخ¼ ولذا ترك العاطف فهي مستأنفة كأنه قيل فما ذلك الفعل الذي يفعله المخادع فقال يحتال المخادع على صاحبه مريداً أن يغلبه. قوله ½ويأخذه منه¼ تفسير لما قبله. ولمّا كان المخادعة عامّة بيّن المراد منها بقوله ½وهي إلخ¼ أي: المخادعة هنا عبارة عن الاحتيال على مجامعة يوسف زليخا.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471