بَيۡتِهَا عَن نَّفۡسِهِۦ﴾ [يوسف:٢٣]) متعلِّق بـ½راودته¼، فالغرض المسوق له الكلام نزاهةُ يوسف على نبيّنا وعليه السلام وطهارةُ ذَيله، والمذكور[1] أدلّ عليه من ½امرأة العزيز¼ أو ½زليخا¼؛ لأنه إذا كان في بيتها وتمكّن من نيل المراد منها ولَم يفعل كان غاية في النزاهة، وقيل هو[2] تقرير للمراودة لِما فيه من فرط الاختلاط والأُلفة، وقيل تقرير للمسند إليه لإمكان وقوع الإبهامِ والاشتراكِ في ½امرأة العزيز¼ أو ½زليخا¼، والمشهور أنّ الآية مثال لزيادة التقرير فقط وظنّي أنّها مثال لها ولاستهجان التصريح بالاسم وقد بيّنته في الشرح[3] (أو التفخيم) أي: التعظيم والتهويل (نحو: ﴿فَغَشِيَهُم مِّنَ ٱلۡيَمِّ مَا غَشِيَهُمۡ﴾ [طه:٧٨]) فإنّ في هذا الإبهام[4] من التفخيم ما لا يخفى (أو تنبيه المخاطَب على الخطأ نحو: إن الذين ترونهم) أي: تظنّونهم[5]
[1] قوله: [والمذكور إلخ] أي: قوله ½التي هو في بيتها¼, والحاصل أنّ الغرض المسوق له الكلام يدلّ عليه كلّ من الموصول الذي هو ½التي¼ واسم الجنس الذي هو ½امرأة العزيز¼ والعلم الذي هو ½زليخا¼ إلاّ أنّ الموصول أدلّ على ذلك؛ لأنّ كونه في بيتها يقتضي التمكّن منها بخلاف غيره فإنه لا يدلّ عليه.
[2] قوله: [هو إلخ] أي: تعريف المسند إليه هنا بإيراده اسم موصول لتقرير المراودة التي هي المسند. قوله ½لما فيه¼ أي: لأنّ في الكون في بيتها. قوله ½من فرط¼ أي: من زيادته وشدّته, بيان لـ½مَا¼. والأُلفة الاسم من الائتلاف. قوله ½في امرأة العزيز¼ راجع للإبهام لأنه اسم جنس من قبيل المتواطئ ففيه إبهام. وقوله ½في زليخا¼ راجع للاشتراك لأنه علم يقع فيه الاشتراك اللفظي فهو لفّ ونشر مرتّب.
[3] قوله: [½قد بيّنته في الشرح¼] حاصله أنه لو عبّر بزليخا لكان مستقبحاً لأنه يقبح التصريح باسم الامرأة. قوله ½أي: التعظيم¼ أي: تعظيم المسند إليه. قوله ½والتهويل¼ أي: التخويف.
[4] قوله: [فإنّ في هذا الإبهام] أي: وترك التعيين حيث لم يقل ½فغشيهم من اليمّ ثلاثون قامة مثلاً قوله ½من التفخيم¼ أي: من التعظيم لـ½ما غشيهم¼؛ وذلك لأنّه يشير إلى أنّ ما غشيهم بلغ من العظم غاية لا تدرك ولا تفي العبارة ببيانها, والعظم من حيث الكمّ لكثرة الماء المجتمع وتضمنّه أنواع العذاب ومن حيث الكيفيّة لسرعته في الغشيان؛ لأنّ الماء المجتمع بالقسر إذا أرسل على طبعه كان في غاية السرعة.
[5] قوله: [أي: تظنّونهم] فيه إشارة إلى أنّ قوله ½ترونهم¼ بضمّ التاء كما هو الرواية من ½أُرَى¼ مبنيًّا للمفعول لفظاً وإن كان مبنيًّا للفاعل معنى فالواو فاعل والهاء مفعول و½إخوانكم¼ مفعول ثانٍ. قوله ½أي: تهلكوا إلخ¼ الصرع هو الإلقاء على الأرض, فأشار الشارح بهذا التفسير إلى أنه هنا إمّا كناية عن الهلاك أو الإصابة بالحوادث. قوله ½ففيه¼ أي: ففي الموصول من حيث الصلة. قوله ½من التنبيه إلخ¼ حيث حكم عليهم بأنه تحقّق فيهم ما هو منافٍ للأخوّة فيعلم أنها منتفية فيكون ظنّهم خطأ.