(إخوانكم يشفي غليلَ صدورهم أن تصرعوا) أي: تهلكوا أو تصابوا بالحوادث، ففيه من التنبيه على خطائهم في هذا الظنّ ما ليس في قولك: ½إنّ القوم الفلاني¼ (أو الإيماء) أي: الإشارة (إلى وجه بناء الخبر) أي: إلى طريقه[1] تقول: ½عملتُ هذا العمل على وجه عملك وعلى جهته¼ أي: على طرزه وطريقته، يعني تأتي بالموصول والصلة للإشارة إلى أنّ بناء الخبر عليه[2] من أيّ وجهٍ وأيّ طريق من الثواب والعقاب والمدح والذمّ وغير ذلك (نحو: ﴿إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسۡتَكۡبِرُونَ عَنۡ عِبَادَتِي) فإنّ فيه إيماءً إلى أنّ الخبر المبنيّ عليه أمر من جنس العقاب والإذلال وهو قوله تعالى: (سَيَدۡخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ﴾ [المؤمن:٦٠]) ومن الخطأ في هذا المقام[3] تفسير الوجه في قوله ½إلى وجه بناء الخبر¼ بالعلّة والسبب، وقد استوفينا ذلك
[1] قوله: [أي: إلى طريقه] أي: إلى جنسه ونوعه وصفته. قوله ½تقول إلخ¼ تمثيل لكون الوجه بمعنى الطريق. قوله ½تأتي بالموصول والصلة إلخ¼ فيه إشارة إلى أنّ الإيماء لا يحصل بالموصول فقط كما هو ظاهر عبارة المصـ بل بالموصول مع الصلة, وكذا سائر نكات الموصوليّة.
[2] قوله: [للإشارة إلى أنّ إلخ] أي: للإشارة إلى جواب هذا السؤال. قوله ½عليه¼ أي: على الموصول. قوله ½من الثواب إلخ¼ بيان للوجه والطريق. قوله ½فإنّ فيه إيماءً إلى إلخ¼ أي: بخلاف ما إذا ذكرت أسماؤهم الأعلام مثلاً فإنه لم يكن فيه إيماء إلى هذا.
[3] قوله: [في هذا المقام] أي: في كلام المصـ. قوله ½تفسير الوجه بالعلّة¼ أي: كما فسّره بها العلاّمة الخلخالي تبعاً للعلاّمة الشيرازيّ. قوله ½وقد استوفينا إلخ¼. وحاصله أنّ هذا التفسير فاسد؛ لأنه وإن استقام في الآيتين فإنّ الاستكبارَ وتكذيبَ شعيب على نبيّنا وعليه الصلاة والسلام علّة لدخولِ جهنّم والخسرانِ لكنه ينتقض بالبيتين لأنّ سمكَ السماء وضربَ البيت ليس علّة لبناءِ البيت وزوالِ المحبّة.