عنوان الكتاب: مختصر المعاني

الخيبة والخسران وتعظيمٌ لشأن شعيب عليه السلام، وربما يجعل[1] ذريعة إلى الإهانة لشأن الخبر نحو: ½إنّ الذي لا يحسن معرفة الفقه قد صنّف فيه¼ أو لشأن غيره نحو: ½إنّ الذي يتّبع الشيطان فهو خاسر¼، وقد يجعل ذريعة إلى تحقيق الخبر أي: جعله محقّقاً ثابتاً[2] نحو: إنّ التي ضربتْ بيتاً مهاجِرةً * بكوفة الجند غالت وُدَّها غولٌ، فإنّ في ضربِ البيت بكوفة والمهاجرةِ إليها إيماءً إلى أنّ طريق بناء الخبر ممّا ينبيء عن زوال المحبّة وانقطاع المودّة ثم إنّه[3] يحقّق زوال المودّة ويقرّره حتّى كأنه برهان عليه وهذا معنى تحقيق الخبر، وهو مفقود في مثل ½إنّ الذي سمك السماء¼؛ إذ ليس في رفع الله السماء تحقيق وتثبيت[4]


 



[1] قوله: [يجعل إلخ] أي: يجعل الإيماء المذكور ذريعة للتعريض بإهانة شأن الخبر. قوله ½إنّ الذي لا يحسن معرفة الفقه إلخ¼ أي: ففي الموصول مع الصلة إيماء إلى أنّ الخبر المبنيّ عليه من نوع ما يتعلّق بالفقه كالتصنيف وفي هذا الإيماء تعريض بأنّ مصنّفه مهان لا يعبأ به. قوله ½إنّ الذي يتّبع الشيطان خاسر¼ أي: ففي الموصول مع الصلة إيماء إلى أنّ الخبر المبني عليه من جنس الخسران وفي هذا الإيماء تعريض بحقارة الشيطان فإنّ من يترتّب على اتّباعه الخسران كان مُحقّراً مُهاناً.

[2] قوله: [محقّقاً ثابتاً] أي: في ذهن السامع, وذلك إذا كانت الصلة تصلح لأن تكون دليلاً لوجود الخبر كما في البيت. قوله ½إنّ التي إلخ¼ أي: إنّ الحبيبة التي إلخ, وضرب البيت كناية عن الإقامة. قوله ½مهاجرة¼ حال, فيفيد أنّ الكوفة التي أقامت بها ليست محلّها الأصليّ. قوله ½بكوفة¼ متعلِّق بـ½ضربت¼ وإضافتها إلى الجند لإقامة جند كسرى بها. قوله ½غالت ودّها¼ أي: أكلت محبّتها لي. قوله ½غول¼ أي: مهلك, فاعل ½غالت¼, ووجه إدخال التاء فيه أنّ الغول مؤنّث سَماعاً كالدرع والحرب.

[3] قوله: [ثمّ إنه] أي: ما ذكر من الضرب والمهاجرة؛ وذلك لأنّ المهاجرة إمّا علّة لزوال المحبّة أو الأمر على العكس وعلى التقديرين يحصل تحقيق الخبر فإثباته على الأوّل ببرهان لمّيّ وعلى الثاني ببرهان إنّيّ. قوله ½وهذا معنى¼ أي: المراد بتحقيق الخبر تثبيته وتقريره في ذهن السامع حتّى كأنّ الصلة دليل عليه, وليس المراد بتحقيق الخبر تحصيله وإيجاده بأن تكون الصلة علّة للخبر في الواقع.

[4] قوله: [تحقيق وتثبيت] لأنّ رفع الله السماء ليس علّة لبناء البيت لا إنّيّة ولا لمّيّة.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471