لبنائه لهم بيتاً، فظهر الفرق[1] بين الإيماء وتحقيق الخبر (وبالإشارة) أي: تعريف المسند إليه بإيراده اسم الإشارة (لتمييزه) أي: المسند إليه[2] (أكمل تمييز) لغرض من الأغراض (نحو: هذا أبو الصقر فرداً) نصب[3] على المدح أو على الحال (في محاسنه) من نسل شيبان بين الضال والسلم، وهما شجرتان بالبادية يعني يقيمون بالبادية لأنّ فقد العزّ في الحضر[4] (أو التعريض بغباوة السامع) حتّى كأنه لا يدرك غيرَ المحسوس[5] (كقوله: أولئك آبائي فجئني بمثلهم * إذا جمعتنا يا جرير المجامع أو بيان حاله) أي: المسند إليه (في القرب
[1] قوله: [فظهر الفرق إلخ] إذ الإيماءُ أن يشعر السامع بجنس الخبر ولا يلزم من ذلك أن يتيقّنه بحيث يزول عنه الشكّ فيه والإنكار, والتحقيقُ أن يشعر بجنس الخبر ويتيقّنه بحيث يزول ما عنده من الشكّ فيه والإنكار له, فكلّما وجد التحقيق وجد الإيماء ولا عكس, وفي هذا الكلام إشارة إلى الردّ على المصـ حيث اعترض بأنه لا يظهر الفرق بينهما فكيف يجعل الإيماء ذريعة إلى التحقيق.
[2] قوله: [أي: المسند إليه] إشارة إلى مرجع الضمير. قوله ½لغرض من الأغراض¼ علّة للعلّة أي: وإنما قصد تمييزه أكمل تمييز لغرض من الأغراض كأن يكون المقام مقام مدح أو مقام إجراء أوصاف الرفعة عليه؛ فإنّ تمييزه حينئذ تمييزاً كاملاً أعون على كمال المدح.
[3] قوله: [نصب إلخ] أي: قوله ½فرداً¼ منصوب بمحذوف كـ½أمدح¼ لإفادة المدح فـ½على¼ للتعليل. قوله ½أو على الحال¼ أي: من الخبر لأنه مفعول معنى لمعنى اسم الإشارة أو هاء التنبيه لتضمّنهما معنى ½أشير¼ و½أنبّه¼, كما في قوله تعالى: ﴿هَٰذَا بَعۡلِي شَيۡخًاۖ﴾ [هود:٧٢]. قوله ½من نسل¼ حال ثانية من صاحب الأولى أي: متولِّداً من نسل شيبان. قوله ½بين الضال¼ حال من ½نسل شيبان¼, والضال بتخفيف اللام جمع ضالة وهو شجر السدر البري والسلم جمع سلمة وهو شجر ذو شوك من شجر البادية يقال له شجر العضاء. قوله ½يعني يقيمون إلخ¼ أي: فقوله ½بين الضال إلخ¼ كناية عن إقامتهم بالبادية.
[4] قوله: [لأنّ فقد العزّ في الحضر] لأنّ من كان في الحضر تناله الأحكام بخلاف من كان في البادية فهو آمن ممّا ينغصه, وأشار الشارح بذلك إلى أنّ مقصود الشاعر بوصفهم بسكنى البادية وصفهم بالعزّ.
[5] قوله: [غيرَ المحسوس] أي: غيرَ المدرَك بحاسّة البصر الذي وضع له اسم الإشارة.