كنايةً عن الجهنّميّ[1] ولَم يقل به أحد، وممّا يدلّ على فساد ذلك أنه مثّل صاحبُ "المفتاح" وغيرُه في هذه الكناية[2] بقوله تعالى: ﴿تَبَّتۡ يَدَآ أَبِي لَهَبٖ﴾ [اللهب:١] ولا شكّ أنّ المراد به الشخص المسمّى بأبي لهب لا كافر آخر (أو إيهام استلذاذه) أي: وجدان العلَم لذيذاً[3] نحو قوله: بالله يا ظبيات القاع قلن لنا * ليلاي منكنّ أم ليلى من البشر (أو التبرّك به) نحو: ½الله الهادي¼ و½محمّد الشفيع¼ أو نحو ذلك كالتفاؤل[4] والتطيّر والتسجيل على السامع وغيره ممّا يناسب اعتباره في الأعلام (وبالموصوليّة) أي: تعريف المسند إليه[5] بإيراده اسمَ موصول (لعدَم علم المخاطَب بالأحوال المختصّة به سوى الصلة كقولك: ½الذي كان معنا أمس رجل عالم¼) ولَم يتعرّض لِما لا يكون[6] للمتكلّم أو لكليهما علم بغير الصلة نحو:
[1] قوله: [كناية عن الجهنّميّ] لأنه إطلاق الملزوم وهو أبو جهل والإشارة للكافر وإرادة اللازم وهو الجهنّميّ. قوله ½ولم يقل به أحد¼ أي: ولم يقل أحد بأنه كناية, وهذا الإلزام لا يتوجّه على ما قاله الشارح؛ لأنّ المعنى الإضافيّ في أبي جهل ليس من لوازمه الجهنّميّ.
[2] قوله: [في هذه الكناية] أي: لهذه الكناية, فـ½في¼ بمعنى اللام. قوله ½بقوله تعالى إلخ¼ إن قيل الكلام في العلم المسند إليه وأبو لهب في الآية ليس بمسند إليه فكيف يصحّ التمثيل به أجيب بأنّ اليد مقحمة؛ لأنّ غالب الأعمال بها فإذا هلكت فقد هلك صاحبها فالمسند إليه في الحقيقة هو أبو لهب.
[3] قوله: [أي: وجدان العلم لذيذاً] تفسير للاستلذاذ, وفيه إشارة إلى أنّ السين والتاء ليستا للطلب. قوله ½أم ليلى¼ هذا محلّ الشاهد.
[4] قوله: [كالتفاؤل] نحو ½سعيد في دارك¼. قوله ½والتطيّر¼ أي: التشاؤم نحو ½السفّاح في دار صديقك¼. قوله ½والتسجيل¼ أي: ضبط الحكم عليه كقول الشاهد ½نعم! أقرّ زيد بكذا¼ جواباً لقول الحاكم ½هل أقرّ زيد بكذا¼ فلم يقل ½نعم! أقرّ بكذا¼ بالإضمار لتسجيل الحكم عليه بحيث لا يقدر على إنكار الشهادة عليه بعد. قوله ½ممّا يناسب اعتباره في الإعلام¼ كالتنبيه على غباوة السامع نحو ½نعم! جاء زيد¼ في جواب ½هل جاء زيد¼, وكالحثّ على الترحّم نحو ½أبو الفقر يسئلك¼.
[5] قوله: [أي: تعريف المسند إليه إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½بالموصوليّة¼ عطف على قوله ½بالإضمار¼.
[6] قوله: [لما لا يكون للمتكلم إلخ] ½مَا¼ موصولة والعائد محذوف أي: لما لا يكون فيه للمتكلّم إلخ. قوله ½لقلّة جدوى¼ أي: لقلّة الفائدة في مثل هذا الكلام, ولم يقل ½لعدم جدوى¼ لأنه لا يخلو عن فائدة وأقلّها إفادة المخاطب عدم معرفة المتكلِّم لهم.