عنوان الكتاب: مختصر المعاني

مجرّدُ ذكر الاهتمام بل لا بدّ من أن يُبيَّن أنّ الاهتمام من أيّ جهة وبأيّ سبب فلذا فصله بقوله (إمّا لأنه) أي: تقديم المسند إليه (الأصل) لأنه المحكوم عليه ولا بدّ من تحقّقه[1] قبل الحكم فقصدوا أن يكون في الذكر أيضاً مقدّماً (ولا مقتضِي للعدول عنه) أي: عن ذلك الأصل إذ لو كان أمر يقتضي العدولَ عنه فلا يقدّم[2] كما في الفاعل فإنّ مرتبة العامل التقدّم على المعمول (وإمّا ليتمكّن الخبر في ذهن السامع لأنّ في المبتدأ تشويقاً إليه) أي: الخبر (كقوله: ½والذي حارت البريّةُ فيه * حَيَوان مستحدَث من جماد) يعني: تحيّرت الخلائق في المُعاد الجسمانيّ[3] والنشور الذي ليس بنفسانيّ بدليل ما قبله[4]:


 



[1] قوله: [ولا بدّ من تحقّقه إلخ] يعني أنّ الأولى أن يتحقّق المحكوم عليه في الذهن قبل تحقّق المحكوم به؛ لأنّ المسند إليه لمّا كان محكوماً عليه كان المسند مطلوباً لأجله فالأولى أن يلاحظ قبله.

[2] قوله: [فلا يقدّم] أي: فلا يقدّم المسند إليه على المسند, وفيه أنه إذا وجد مقتضٍ للعدول فغايته أنه نكتة أخرى معارضة لنكتة الأصالة فلم رجِّحت عليها بمجرّدها, اللهمّ إلاّ أن يقال الأصالة نكتة ضعيفة فرجِّح غيرها عليها بمجرِّها, أو يقال ليس المراد مقتضياً للعدول من النكات بل المراد مقتضٍ للعدول بحسب النحو, وبهذا يشعر قوله ½كما في الفاعل¼. قوله ½فإنّ مرتبة العامل إلخ¼ وذلك لأنّ العامل لمّا أثر في المعمول رجّح جانبه عليه بالتقديم, ولأنّ العامل علّة في المعموليّة والعلّة مقدّمة على المعلول.

[3] قوله: [في المُعاد الجسمانيّ] بضمّ الميم مصدراً على صيغة اسم المفعول أو بفتحها مصدراً ميميًّا أي: في العود المتعلِّق بالأجسام وكذا بالأرواح. قوله ½والنشور¼ أي: انتشار الخلق من قبورهم وتفرّقهم إلى المحشر. قوله ½ليس بنفسانيّ¼ أي: ليس متعلِّقاً بالنفس فقط بل بالنفسِ أي: الروحِ والجسمِ معاً.

[4] قوله: [بدليل ما قبله إلخ] أي: المراد بالحيوان المستحدث من جماد بنو آدم والذي تحيّرت البريّة فيه مُعاده ونشوره بدليل ما قبله إلخ. قوله ½بَانَ¼ أي: ظهر بالأدلّة. قوله ½هَادٍ¼ عطف على داعٍ. قوله ½بعضهم يقول بالمعاد¼ وهو الهادي. قوله ½وبعضهم لا يقول به¼ وهو الداعي إلى الضلال.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471