(تأسيساً لا تأكيداً) لأنّ التأكيد لفظ يفيد تقويةَ ما يفيده لفظ آخر[1]، وهذا ليس كذلك؛ لأن هذا المعنى حينئذ إنما أفاده الإسنادُ إلى لفظ ½كلّ¼ لا شيءٌ آخرُ حتّى يكون ½كلّ¼ تأكيداً له، وحاصل هذا الكلام أنّا لا نسلّم أنه[2] لو حُمِل الكلام بعد دخول ½كلّ¼ على المعنى الذي حُمِل عليه قبل ½كلّ¼ كان ½كلّ¼ للتأكيد، ولا يخفى أنّ هذا[3] إنما يصحّ على تقدير أن يراد التأكيد الاصطلاحيّ، أمّا لو أريد بذلك أن يكون ½كلّ¼ لإفادة معنى كان حاصلاً بدونه فاندفاع المنع ظاهر، وحينئذ[4] يتوجّه ما أشار إليه بقوله: (ولأنّ) الصورة (الثانية) يعني: السالبة المهملة نحو: ½لم يقم إنسان¼ (إذا أفادت النفي عن كلّ فرد فقد أفادت النفي عن الجملة[5] فإذا حُمِلتْ) ½كلّ¼ (على الثاني) أي: على إفادة النفي
[1] قوله: [لفظ يفيد تقويةَ ما يفيده لفظ آخر] أي: في تركيب واحد وإسناد واحد كما في ½جاء القوم كلّهم¼ فلفظ ½كلّهم¼ يفيد تقويةَ ما يفيده لفظ ½القوم¼, وما هنا ليس كذلك. قوله ½لأنّ هذا المعنى¼ أي: النفيَ عن الجملة في الصورة الأولى والنفيَ عن كلّ فرد في الصورة الثانية. قوله ½حينئذ¼ أي: حين حول الإسناد إلى لفظ ½كلّ¼.
[2] قوله: [أنّا لا نسلِّم أنه إلخ] لأنّه ليس هنا لفظان في تركيب واحد أحدهما مؤكِّد للآخر بل الموجود إسنادان إسناد إلى ½كلّ¼ وإسناد إلى ½إنسان¼ فلا تأكيد أصلاً حتّى يلزم ترجيحه على التأسيس.
[3] قوله: [أنّ هذا إلخ] أي: هذا المنعَ المشارَ إليه بقوله ½وفيه نظر¼ وعدمَ تسليم كون ½كلّ¼ للتأكيد لو حمل الكلام بعده على المعنى الذي كان حاصلاً قبله إنما يصحّ على تقدير أن يراد بالتأكيد في القيل التأكيدُ الاصطلاحيّ لأنّ المنتفي هنا إنما هو هذا التأكيد. قوله ½بذلك¼ أي: بالتأكيد. قوله ½كان حاصلاً بدونه¼ أي: بدون ½كلّ¼ سواء كان الإسناد واحداً أو متعدِّداً. قوله ½فاندفاع المنع ظاهر¼ إذ كون ½كلّ¼ للتأكيد بالمعنى المذكور لازم بلا ريب لو حمل الكلام بعده على معنى كان حاصلاً قبله.
[4] قوله: [وحينئذ إلخ] أي: وحين أريد المعنى الثاني للتأكيد وكان المنع المذكور مندفعاً يتوجّه إلخ.
[5] قال: [فقد أفادت النفي عن الجملة] أي: لزم إفادتها النفي عن الجملة, ووجه اللزوم أنّ النفي عن كلّ فرد خاصّ والنفي عن الجملة عامّ والخاصّ يستلزم العامّ.