عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(أو النداءِ على كمال بَلادته) أي: بلادة السامع بأنه لا يُدرِك[1] غيرَ المحسوس (أو) على كمال (فطانتِه) بأنّ غير المحسوس عنده بمنزلة المحسوس (أو ادّعاءِ كمالِ ظهوره) أي: ظهور المسند إليه (وعليه) أي: على وضع اسم الإشارة موضع المضمر لادّعاء كمال الظهور (من غير هذا الباب) أي: باب المسند إليه: (تَعَالَلْتِ) أي: أظهرْتِ العلّةَ[2] والمرَضَ (كَيْ أَشْجَى) أي: أَحْزَنَ من ½شَجِيَ¼ بالكسر أي: صار حزيناً لا من ½شَجَى بالعظم¼ بالفتح بمعنى ½نشِب في حلقه¼ (وَمَا بِكِ عِلَّةٌ * تُرِيْدِيْنَ قَتْلِيْ[3] قَدْ ظَفَرْتِ بِذَلِكِ) أي: بقتلي، كان مقتضى الظاهر أن يقول: ½به¼ لأنه ليس بمحسوس فعدل إلى ½ذلك¼ إشارةً إلى أنّ قتله قد ظهر ظهورَ المحسوس[4] (وإن كان) المظهر الذي وُضع موضعَ المضمر (غيرَه) أي: غيرَ اسم الإشارة[5] (فلزيادة التمكّن) أي: جعل المسند إليه متمكِّناً عند السامع[6] (نحو: ﴿قُلۡ


 



[1] قوله: [بأنّه لا يُدرِك إلخ] تصوير للنداء على كمال البلادة وذلك كما إذا قال قائل ½من عالم البلد¼ فقيل له ½ذلك زيد¼ مكان ½هو زيد¼ تنبيهاً على كمال بلادة السائل. قوله ½على كمال¼ إشارة إلى أنّ قوله ½فطانته¼ عطف على ½بلادته¼. قوله ½بأنّ غيرَ المحسوس عنده إلخ¼ تصوير للنداء على كمال الفطانة وذلك كأن تقول بعد تقرير مسئلة غامضة ½وهذه ظاهرة¼ مكان ½وهي ظاهرة¼ تنبيهاً على كمال فطانة السامع بأنّ المعقول عنده كالمحسوس.

[2] قوله: [أي: أظهرْتِ العلّةَ] إشارة إلى أنّ التفاعل مستعمل في إظهار ما لم يكن. قوله ½والمرَضَ¼ عطف تفسير للعلّة. قوله ½لا من شجى¼ لأنه لا يناسب المقام. قوله ½نشِب إلخ¼ أي: وقف العظم في حلقه.

[3] قال: [تُرِيْدِيْنَ قَتْلِيْ] أي: بإظهار العلّة, وهو حال من فاعل ½تَعَالَلْتِ¼. قوله ½قَدْ ظَفَرْتِ¼ مستأنف.

[4] قوله: [ظهورَ المحسوس] ويحتمل أن يكون العدول إلى لفظ ½ذلك¼ إشارة إلى بعد القتل لأنه لكمال شَجاعته يبعد عن قتله كلُّ أحد وهي قد ظفرت به بمجرّد التعالل.

[5] قوله: [أي: غيرَ اسم الإشارة] بأن كان ذلك المظهر علماً أو معرَّفاً باللام أو بالإضافة.

[6] قوله: [متمكِّناً عند السامع] لم يقل أي: جعل المسند إليه زائداً في التمكّن عند السامع إشارة إلى أنّ إضافة زيادة إلى التمكّن بيانيّة أي: لزيادة هي التمكّن أي: قوّة الحصول في ذهن السامع, ووجه إفادة الظاهر التمكّن دون المضمر أنّ المضمر لا يخلو عن إبهام في الدلالة بخلاف المظهر لا سيّما ما يقطع الاشتراك من أصله كالعلَم.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471