هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (١) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ [الإخلاص:١-٢]) أي: الذي يصمد إليه ويقصَد في الحوائج[1] لم يقل: ½هو الصمد¼ لزيادة التمكّن (ونظيره) أي: نظيرُ ﴿قُلۡ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ (١) ٱللَّهُ ٱلصَّمَدُ﴾ في وضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكّن (مِن غيره) أي: من غير باب المسند إليه (﴿وَبِٱلۡحَقِّ) أي: بالحكمة[2] المقتضِية للإنزال (أَنزَلۡنَٰهُ) أي: القرآن (وَبِٱلۡحَقِّ نَزَلَۗ﴾ [بني إسرائيل:١٠٥]) حيث لم يقل ½وبه نزل¼ (أو إدخال الرَوع) عطف على ½زيادة التمكّن¼ (في ضمير السامع وتربية المَهابة) وهذا كالتأكيد[3] لإدخال الرَوع (أو تقوية داعي المأمور، ومثالهما) أي: مثال التقويةِ وإدخالِ الرَوع مع التربية (قولُ الخلَفاء: ½أمير المؤمنين يأمرك بكذا¼) مكانَ ½أنا آمُرك¼[4] (وعليه) أي: على وضع المظهر موضع المضمر لتقوية داعي المأمور (من غيره)
[1] قوله: [ويقصد في الحوائج] عطف تفسير. قوله ½لم يقل هو إلخ¼ أي: مع أنه مقتضى الظاهر لتقدّم المرجع. قوله ½لزيادة التمكّن¼ أي: لأنه لو قيل ½هو الصمد¼ كان فيه استحضار الذات بالضمير لكن لم يكن فيه تمكّن بخلاف المظهر فإنه أدلّ على التمكّن لا سيّما إذا كان علماً قاطعاً للاشتراك من أصله.
[2] قوله: [أي: بالحكمة إلخ] وهي هداية الخلق إلى كلّ خير وصلاح ومعاشهم ومعادهم, وسمّي هذه الحكمة حقًّا لأنها أمر ثابت محقّق. قوله ½حيث لم يقل وبه نزل¼ أي: مع أنه مقتضى الظاهر لتقدّم المرجع. قوله ½عطف على زيادة التمكّن¼ إشارة إلى إعراب ½إدخال¼.
[3] قوله: [وهذا كالتأكيد إلخ] وذلك لأنّ الرَوع أي: الخوف هو خشيةُ لحوق الضرر من شيء وهي منشأ المهابة أي: التعظيم والإجلال القلبي.
[4] قوله: [مكان ½أنا آمُرك¼] أي: فإسناد الأمر إلى لفظ ½أمير المؤمنين¼ دون ضمير المتكلم مُوجِبٌ لدخول الخوف في قلب السامع لدلالته على السلطان والقهر ومُوجِبٌ لازدياد المهابة الحاصلة من رؤيته ومُوجِبٌ لتقوية داعي المأمور أي: لتقوية ما يكون داعياً للمأمور إلى الامتثال, والمراد بالداعي نفس الآمر وبتقويته كون تلك الذات قويّة متّصفة بالصفات العظيمة.