(بل كلٌّ مِن التكلّم والخطاب والغَيبة مطلقاً) أي: سواء كان في المسندِ إليه أو غيرِه وسواء كان كلٌّ منها وارداً في الكلام[1] أو كان مقتضى الظاهر إيرادَه (يُنقَل إلى الآخَر) فتَصيرُ الأقسامُ ستّةً حاصلةً مِن ضرب الثلاثة في الاثنين، ولفظ ½مطلقاً¼ ليس في عبارة السكّاكي لكنه مراده بحسَب ما عُلم مِن مذهبه في الالتفات[2] بالنظر إلى الأمثلة (ويسمّى هذا النقلُ عند علَماء المعاني التفاتاً) مأخوذاً من التفات الإنسان من يمينه إلى شماله وبالعكس[3] (كقوله) أي: قول امرئ القيس (تَطَاوَلَ لَيْلُكَ) خطاب لنفسه التفاتاً ومقتضى الظاهر ½ليلِي¼ (بِالأَثْمُدِ) بفتح الهمزة وضمّ الميم اسم موضع (والمشهور[4] أنّ الالتفات هو التعبير عن معنى بطريق من) الطرق (الثلاثة) التكلّم والخطاب والغيبة (بعد التعبير عنه) أي: عن ذلك
[1] قوله: [وارداً في الكلام] بأن عبِّر به أوّلاً كما في الأمثلة الآتية. قوله ½أو كان إلخ¼ كما في الأمثلة المارّة.
[2] قوله: [من مذهبه في الالتفات] بيان لـ½ما¼. قوله ½بالنظر إلى الأمثلة¼ متعلِّق بـ½عُلِم¼ فإنه مثّل للنقل بالمسندِ إليه وغيرِه وبما سبقه تعبير وما لا, فعلم أنه لا يشترط عنده تقدّم التعبير ولا هو مختصّ بالمسند إليه وإن كان عدم الاختصاص به على مذهب الجمهور أيضاً.
[3] قوله: [وبالعكس] أي: ومن شماله إلى يمينه. قوله ½التفاتاً¼ أي: على وجه الالتفات. قوله ½ومقتضى الظاهر لَيْلِي¼ لأنّ المقام للتكلّم والحكاية عن نفسه.
[4] قال: [والمشهور إلخ] هذا من كلام المصـ مقابل لقول السكّاكي ½ويسمّى إلخ¼, واعلم أنّ في الالتفات أربعة مذاهب لأنّه إمّا أن يشترط فيه سبق التعبير أو لا الثاني مذهب السكّاكي, وعلى الأوّل إمّا أن يشترط كون التعبيرين في كلام واحد أو لا الأوّل مذهب البعض, وعلى الثاني إمّا أن يشترط كون المخاطب في التعبيرين واحداً أو لا الأوّل مذهب صدر الأفاضل والثاني مذهب الجمهور.