عنوان الكتاب: مختصر المعاني

½إنْ¼ بالكسر) فكونهم مسرفِين[1] أمر مقطوع به لكن جِيءَ بلفظ ½إنْ¼ لقصدِ التوبيخ وتصويرِ أنّ الإسراف من العاقل في هذا المقام يجب أن لا يكون إلاّ على سبيل الفرضِ والتقديرِ كالمحالات لاشتمال المقام على الآيات الدالّة على أنّ الإسراف ممّا لا ينبغي أن يصدر عن العاقل أصلاً فهو بمنزلة المحال، والمحال[2] وإن كان مقطوعاً بعدم وقوعه لكنهم يستعملون[3] فيه ½إنْ¼ لتنزيله منزلةَ ما لا قطعَ بعدمه على سبيل المساهلةِ[4] وإرخاءِ العنان لقصد التبكيت كما في قوله تعالى: ﴿قُلۡ إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ فَأَنَا۠ أَوَّلُ ٱلۡعَٰبِدِينَ [الزخرف:٨١] (أو تغليبِ غير المتّصِف به) أي: بالشرط (على المتّصِف به) كما إذا كان القيام قطعيَّ


 



[1] قوله: [فكونهم مسرِفين إلخ] تطبيق للمثال بالممثّل له. قوله ½وتصويرِ إلخ¼ أي: وتبيينِ أنّ الاستهزاء بآيات الله وكتابه في مقام ظهور الآيات. قوله ½لاشتمال المقام¼ علّة لقوله ½يجب إلخ¼.

[2] قوله: [والمحال إلخ] إشارة إلى سؤال مقدَّر وهو أنه إذا كان الإسراف بمنزلة المحال فلا تُستعمَلْ فيه ½إنْ¼ لأنه يشترط فيها عدم الجزم بوقوعِ الشرط ولاوقوعِه والمحال مقطوع بعدم وقوعه.

[3] قوله: [لكنهم يستعملون إلخ] جواب ما أشار إليه أوّلاً, وحاصله أنّ كثيراً مّا ينزّل المحال منزلة المشكوك وهو ما لا قطع بوجوده ولا بعدمه فتُدخَل عليه ½إنْ¼, وفي كلامه إشارة إلى أنّ هنا تنزيلين الأوّل تنزيل الإسراف المقطوع به منزلة المحال المقطوع بعدمه والثاني تنزيل المحال منزلة المشكوك إن قيل فما الفائدة في أنه ينزّل أوّلاً منزلة المحال ثمّ ينزّل منزلة المشكوك قيل لأنّ التدريج أبلغ لأنه لو نزّل ابتداء كذلك لفات اعتبار محاليّته وهي نكتة مطلوبة لإفادتها المبالغة التامّة في التوبيخ.

[4] قوله: [على سبيل المساهلةِ] متعلِّق بالتنزيل. قوله ½وإرخاءِ العنان¼ عطف تفسير على المساهلة. قوله ½لقصد التبكيت¼ علّة للإرخاء أي: إنما يرخأ العنان لقصد إسكاتِ الخصم وإلزامِه لأنّ المتكلِّم إذا تنزّل مع الخصم إلى إظهار مدّعاه في صورة المشكوك اطمأنّ لاستماعه فحينئذ يُرتِّب عليه لازماً مسلّمَ الانتفاء كما في ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ﴾ [البقرة:٢٣] الآية أو لازماً قاطعاً لرجائه بتمكّنه في ذهنه كما في ﴿إِن كَانَ لِلرَّحۡمَٰنِ وَلَدٞ﴾ الآية أي: لو ثبت أنّ له ولداً فأنا أوّل العابدين له لكنه لم يثبت فأنا أعبد ربّي وحده.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471