الاستقبال ويمتنع تعليق حصول الحاصل الثابت على حصول ما يحصل في المستقبل (ولا يُخالَف ذلك لفظاً إلاّ لنكتة) لامتناع مخالفة مقتضى الظاهر من غير فائدة[1] وقوله ½لفظاً¼ إشارة إلى أنّ الجملتين[2] وإنْ جُعِلت كلتاهما أو إحداهما اسميّةً أو فعليّةً مَاضَوِيّةً فالمعنى على الاستقبال حتّى أنّ قولنا[3] ½إنْ أكرمتَني الآنَ فقد أكرمتُك أمسِ¼ معناه ½إنْ تعتَدَِّ بإكرامك إيّايَ الآنَ فأعتدّ بإكرامي إيّاك أمسِ¼، وقد تستعمل ½إنْ¼ في غير الاستقبال[4] قياساً مطّرداً مع ½كَانَ¼ نحو: ﴿وَإِن كُنتُمۡ فِي رَيۡبٖ﴾ [البقرة:٢٣] كما مرّ، وكذا إذا جِيءَ بها[5] في مقام التأكيد
[1] قوله: [من غير فائدة] وذلك لأنّ ظاهر الحال يقتضي مراعاة الموافقة بين اللفظ والمعنى والعدول عنها بلا فائدة ممنوع في باب البلاغة, لكنّ العدول المشتمل على فائدة أحسن من الأصل الخالي عن فائدة. قوله ½وقوله ½لفظاً¼ إلخ¼ بيان لفائدة عبارة المصـ.
[2] قوله: [الجملتين] أي: جملتي الشرط والجزاء. قوله ½وإنْ¼ وصليّة. قوله ½اسميّةً¼ راجع لقوله ½إحداهما¼. قوله ½أو فعليّةً مَاضَوِيّةً¼ راجع لكلٍّ من الأمرين, ويرد عليه أنّ جملة الشرط لا تكون إلاّ اسميّة فكيف يصحّ رجوع قوله ½اسميّة¼ إلى قوله ½إحداهما¼ وجوابه أنّ الأخفش جوّز كونَ شرطِ ½إذَا¼ جملة اسميّة فلعلّ الكلام مبنيٌّ عليه أو المراد بها جملة الجزاء.
[3] قوله: [حتّى أنّ قولنا إلخ] مبالغة في كون المعنى على الاستقبال أي: فالمعنى على الاستقبال حتّى في المثال المتوهّم فيه عدم الاستقبال بسبب التقييد بالآن والأمس. قوله ½إنْ تعتدَِّ¼ أي: إن تعدّ إكرامك إيّايَ الآن وتمنّ به عليّ فأعدّ إكرامي إيّاك أمس وأمنّ به, فالاعتداد الواقع شرطاً وجزاءً استقباليّ و½الآن¼ و½أمس¼ ظرفان للإكرام لا للاعتداد.
[4] قوله: [في غير الاستقبال] أي: في الماضي لفظاً ومعنى, وعلم من هذا الاستعمال أنّ قوله سابقاً: ½أمّا الشرط فلأنّه مفروض الحصول في الاستقبال¼ مبنيّ على الغالب, أو هذا بمنزلة الاستثناء منه. واعلم أنّه كما أنّ ½إنْ¼ قد تستعمل في غير الاستقبال كذلك قد تستعمل ½إذا¼ في الماضي نحو: ﴿حَتَّىٰٓ إِذَا سَاوَىٰ بَيۡنَ ٱلصَّدَفَيۡنِ﴾ [الكهف:٩٦], وللاستمرار نحو: ﴿وَإِذَا لَقُواْ ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ﴾ [البقرة:١٤].
[5] قوله: [وكذا إذا جيء بها إلخ] أي: وكذا تستعمل ½إنْ¼ في غير الاستقبال إذا جيء بـ½إنْ¼ لتأكيد الحكم. قوله ½بعد واو الحال¼ والعامل في هذه الحال وصف مأخوذ من الكلام أي: ½زيد متّصف بالبخل حال كونه مفروضاً كثرة ماله¼. قوله ½لمجرّد الوصل¼ أي: وصل ما بعدها وهو الجملة الحالية بما قبلها وهو صاحبها. قوله ½والربط¼ عطف تفسير للوصل.