بعد واو الحال لمجرّد الوصلِ والربطِ دون الشرط نحو: ½زيدٌ وإنْ كثُر مالُه بخيلٌ¼ و½عمرو وإنْ أُعطِيَ جاهاً لئيمٌ¼، وفي غير ذلك قليلاً[1] كقوله: فَيَا وَطَنِي إنْ فَاتَنِي بِكَ سَابِقٌ * مِنْ الدَّهْرِ فَلْيَنْعَمْ لِسَاكِنِكَ الْبَالُ¼، ثم أشار إلى تفصيل النكتة الداعية إلى العدول عن لفظ الفعل المستقبل بقوله (كإبراز غير الحاصل في معرِض الحاصل لقوّة الأسباب) المتآخِذة[2] في حصوله نحو ½إنْ اشتريتُ كان كذا¼ حالَ[3] انعقادِ أسباب الاشتراء (أو كونِ ما هو للوقوع كالواقع) هذا عطف على ½قوّة الأسباب¼[4] وكذا المعطوفات بعد ذلك لأنها كلّها عِلَل لإبرازِ غير الحاصل في مَعرِض الحاصل على ما أشار إليه في ½إظهار الرغبة¼، ومَن زعم أنها كلّها عطف على ½إبراز غير الحاصل في مَعرِض الحاصل¼ فقد سَهَا سهواً بيِّناً[5]
[1] قوله: [وفي غير ذلك قليلاً] أي: وتستعمل ½إنْ¼ في غير الاستقبال مع كونها للشرط في غير ما ذكر من الأمرين السابقين قليلاً. قوله ½فَيَا وَطَنِيْ إلخ¼ يقول إن كان زمان سبق من الدهر فوّت عليّ المُقامَ في وطني فلْيَطِبْ به قلوبُ ساكنيه, وجواب ½إنْ¼ محذوف أي: فلا لوم عليّ لأنّي تركتك كرهاً من غير عيب فيك, يدلّ عليه قوله ½فَلْيَنْعَمْ¼, والغرض إظهار التحسّر والتحزّن على مفارقة الوطن, والشاهد في قوله ½إِنْ فَاتَنِيْ¼ فإنّ ½إنْ¼ مستعملة في الماضي لفظاً ومعنى.
[2] قوله: [المتآخِذة إلخ] أي: المجتمعة في حصوله فإنّ الشيء إذا قويت أسبابه يعدّ حاصلاً.
[3] قوله: [حالَ إلخ] أي: تقوله حالَ اجتماع أسباب الاشتراء كحضورِ المبيع ووجودِ الثمن ورغبةِ البائعَين.
[4] قوله: [عطف على ½قوّة الأسباب¼] أي: فهذا أيضاً علّة لإبراز غير الحاصل في معرض الحاصل. قوله ½وكذا المعطوفات¼ أي: قوله ½أو التفاؤل أو إظهار الرغبة إلخ¼. قوله ½على ما أشار إليه¼ أي: المصنف في قوله الآتي: ½فإنّ الطالب إذا عظمت رغبته إلخ¼ فإنّ محصله أنّ في إظهار الرغبة تقديرَ غير الحاصل حاصلاً وتخيّلَه كذلك فلو كان العطف على ½إبراز¼ لما تأتّى هذا البيان.
[5] قوله: [فقد سَهَا سهواً بيِّناً] لأنه قد سها من وجوه أمّا أوّلاً فلأنه يلزم عليه انحصار سبب الإبراز في قوّة الأسباب وليس كذلك, وأمّا ثانياً فلأنّه يلزم عليه كون المعطوفات قسيماً للإبراز مع أنّ الإبراز مشتمل عليها فلا يصحّ كونها قسيماً له, وأمّا ثالثاً فلأنه خلاف ما أشار إليه المصنف في إظهار الرغبة من أنّ المعطوفات علل للإبراز لا للمخالفة اللفظيّة.