تعالى: (﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ ٱلَّذِي فَطَرَنِي﴾ أي: وما لكم لا تعبدون[1] الذي فطركم بدليلِ ﴿وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [يس:٢٢]) إذ لولا التعريضُ لكان المناسب أن يقال: ½وإليه أرجع¼ على ما هو الموافق للسياق (ووجهُ حسنِه) أي: حسن هذا التعريض[2] (إسماع) المتكلمِ (المخاطَبين) الذين هم أعداؤه (الحقَّ) هو المفعول الثاني للإسماع (على وجهٍ لا يزيد) ذلك الوجهُ (غضبَهم وهو) أي: ذلك الوجهُ (تركُ التصريح بنسبتهم إلى الباطل ويُعِين) عطف على ½لا يزيد¼، وليس هذا في كلام السكّاكي[3] أي: على وجهٍ يُعِين (على قبوله) أي: قبول الحقّ (لكونه) أي: لكون ذلك الوجه (أَدخلَ في إمحاض النُصْح لهم حيث لا يريد) المتكلم (لهم إلاّ ما يريد لنفسه، و½لَوْ¼ للشرط) أي: لتعليق حصول مضمون الجزاء بحصول مضمون الشرط فرضاً[4] (في الماضي معَ القطع بانتفاء الشرط) فيلزم انتفاءُ الجزاء[5] كما تقول:
[1] قال: [أي: وما لكم لا تعبدون إلخ] ليس هذا بياناً للمعنى الذي استعمل فيه ﴿وَمَا لِيَ لَآ أَعۡبُدُ﴾ إلخ إذ المستعمل فيه هو المتكلِّم حقيقة بل هو بيان للمعرَّض لهم لأنّ المراد الإنكار على المخاطبين في عدم العبادة بطريق التعريض لا إنكار المتكلِّم على نفسه وذلك بدليل قوله تعالى بعد: ﴿وَإِلَيۡهِ تُرۡجَعُونَ﴾ [يس: ٢٢] وإلى هذا أشار الشارح بقوله ½إذ لولا التعريضُ إلخ¼. قوله ½على ما هو الموافق¼ متعلِّق بقوله ½لكان المناسب أن يقال¼. قوله ½للسياق¼ أي: سياق الآية.
[2] قوله: [أي: حسن هذا التعريض] يفهم من هذه الإشارة أنّ المراد التعريض الأخير المذكور بقوله ½ونظيره إلخ¼ ويؤيِّده قوله الآتي: ½حيث لا يريد المتكلِّم إلخ¼ لا مطلق التعريض.
[3] قوله: [في كلام السكّاكي] أي: صراحة وإن كان من نتائج قوله ½لا يزيد غضبهم¼ لأنّ ما لا يزيد الغضب ولا يثيره فمن شأنه الإعانة على قبول الحقّ. قوله ½أي: على وجهٍ يعين¼ إنما جاء به للربط.
[4] قوله: [فرضاً] متعلِّق بحصول مضمون الشرط منصوب على المصدريّة أو الحاليّة أو التمييز أي: حصول فرض أو مفروضاً أو من حيث الفرض, لا بالتعليق لأنّه محقّق, وبه يتعلّق قول الماتن ½في الماضي¼.
[5] قوله: [فيلزم انتفاء الجزاء] يعني: أنّ ½لَوْ¼ لكونها مفيدةً للقطع بانتفاء الشرط تفيد انتفاء الجزاء بحسب متفاهم عرف اللغة لأنها تفيد أنّ الأوّل شرط في الثاني خارجاً وإذا انتفى الشرط انتفى المشروط.