فقد جعلوا ½إنْ¼ و½لَوْ¼ أداةَ اللزوم وإنّما يستعملونها في القياسات لحصول العلم بالنتائج، فهي عندهم للدلالة على أنّ العلم بانتفاء الثاني علّة للعِلم بانتفاء الأوّل ضرورةَ انتفاءِ الملزوم بانتفاء اللازم مِن غير التفات إلى أنّ علّة انتفاء الجزاء في الخارج ما هي، وقولُه تعالى: ﴿لَوۡ كَانَ فِيهِمَآ ءَالِهَةٌ إِلَّا ٱللَّهُ لَفَسَدَتَاۚ﴾ [الأنبياء:٢٢] واردٌ على هذه القاعدة[1] لكنّ الاستعمال على قاعدة اللغة هو الشائع المستفيض، وتحقيق هذا البحث على ما ذكرنا من أسرار هذا الفنّ وفي هذا المقام مباحثُ أُخرَى شريفةٌ أوردناها في الشرح، وإذا كان ½لَوْ¼ للشرط في الماضي (فيلزَم عدمُ الثبوت والمُضِيُّ في جملتَيها) إذ الثبوت ينافي التعليقَ والاستقبالُ ينافي المُضيَّ فلا يعدل في جملتَيها عن الفِعليّة الماضَوِيّة[2] إلاّ لنكتة، ومذهب المبرّد أنها تستعمل في المستقبل استعمالَ ½إنْ¼ وهو مع قلّته ثابت نحو قوله عليه السلام[3]: ½اُطْلُبُوا الْعِلْمَ وَلَوْ
[1] قوله: [وارد على هذه القاعدة] أي: جارٍ على قاعدة المناطقة لأنّ القصد به تعليم الخلق الاستدلال على الوحدانيّة بأن يستدلّوا بالتصديق بانتفاء الفساد على العلم بانتفاء التعدّد وليس القصد به بيان أنّ علّة انتفاء الفساد في الخارج انتفاء التعدّد. قوله ½وإذا كان ½لَوْ¼ إلخ¼ أشار بذلك إلى أنّ الفاء في قول المصـ الآتي: ½فيلزم¼ فاء الفصيحة واقعة في جواب شرط محذوف.
[2] قوله: [عن الجملة الفِعليّة الماضَوِيّة] أي: إلى الجملةِ الاسميّة الدالّة على الثبوت أو الجملةِ الفعليّة المضارعيّة الدالّة على الاستقبال. قوله ½استعمالَ إنْ¼ أي: وعلى هذا فلا تحتاج إلى نكتة. قوله ½وهو مع قلّته ثابت¼ أي: استعمال ½لَوْ¼ في المستقبل مع قلّته ثابت, وفيه إشارة إلى أنّ ما في المتن أغلبيّ.
[3] قوله: [نحو قوله عليه السلام إلخ] فإنّ الشرط في هذين مستقبل بدليل أنّه في حيِّز ½اُطْلُبُوْا¼ و½أُبَاهِيْ¼ ثمّ قوله ½اطلبوا العلم ولو بالصين¼ قال ابن حبّان لا أصل له, وظاهر كلام الشارح أنّ ½لَوْ¼ فيهما شرطيّة فيقدّر لها جزاء والتقدير: ولو يكن العلم بالصين وقت طلبكم إيّاه فاطلبوه, وقيل إنّها وصليّة فلا جواب لها على صرّح به كثير من النحاة وعلى هذا لا يصحّ التمثيل بها لأنّ الكلام هنا في ½لَوْ¼ الشرطيّة.