تحتهم، أو أُدخِلوها فعرَفوا مقدارَ عذابها، وجوابُ ½لَوْ¼ محذوف[1] أي: لرأيتَ أمراً فظيعاً (لتنزيله) أي: المضارع (منزلة الماضي لصدوره) أي: المضارع أو الكلام (عمّن لا خلاف في إخباره) فهذه الحالة[2] إنّما هي في القيامة لكنها جعلت بمنزلة الماضي المتحقّق فاستعمل فيها ½لَوْ¼ و½إذْ¼ المختصّتان بالماضي لكن عدل عن لفظ الماضي ولم يقل: ½ولو رأيتَ¼ إشارةً إلى أنه كلامُ مَن لا خلاف في إخباره والمستقبلَ عنده بمنزلة الماضي في تحقّق الوقوع، فهذا الأمر[3] مستقبل في التحقيق ماضٍ بحسَب التأويل كأنه قيل: قد انقضى هذا الأمر لكنك ما رأيتَه ولو رأيتَه لرأيتَ أمراً فظيعاً (كما) عدل عن الماضي إلى المضارع (في ﴿رُّبَمَا يَوَدُّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾ [الحجر:٢]) لتنزيله منزلة الماضي لصدوره عمّن لا خلاف في إخباره، وإنّما كان الأصل ههنا هو الماضي لأنه قد التزم[4] ابن السراج وأبو عليّ في "الإيضاح" أنّ الفعل الواقع بعد ½رُبّ¼ المكفوفةِ بـ½مَا¼ يجب أن يكون ماضياً لأنها للتقليل في الماضي، ومعنى التقليل[5] ههنا أنه تُدْهِشُهم أهوالُ القيامة فيُبهَتُون، فإن وُجِدت منهم إفاقةٌ مّا تَمنَّوا ذلك،
[1] قوله: [وجواب ½لَوْ¼ محذوف] وكذا مفعول ½تَرَى¼ أي: ولو ترى الكفّار وقت وقوفهم, وقيل هو منزّل منزلة اللازم أي: لو صدر منك الرؤية.
[2] قوله: [فهذه الحالة] أي: حالة رؤيتِهم ووقوفِهم على النار. قوله ½لكن عدل إلخ¼ في الكلام حذف أي: وكان الظاهر أن يُعبَّر عن تلك الحالة بلفظ الماضي لجعلها بمنزلة الماضي لكن عدل إلخ, ولعلّ هذا فائدة زائدة عمّا في المتن لا بيان لقول المتن ½لصدوره إلخ¼.
[3] قوله: [فهذا الأمر] أي: ما ذكر من رؤيتهم واقفين على النار. قوله ½مستقبل في التحقيق¼ لأنّه يومَ القيامة. قوله ½ماضٍ بحسَب التأويل¼ أي: بحسَب تنزيله منزلة الماضي. قوله ½قد انقضى هذا الأمر¼ أي: قد مضى أمر رؤيتهم واقفين على النار. قوله ½لكنك ما رأيته¼ إشارة إلى معنى ½لَوْ¼.
[4] قوله: [قد التزم إلخ] أي: فكون الأصل ههنا هو الماضي إنما هو على هذا القول وأمّا على القول بعدمِ الالتزام وجوازِ وقوع الفعلِ المستقبل والجملةِ الاسميّة بعدها وهو مذهب الجمهور فلا يتأتّى ذلك.
[5] قوله: [ومعنى التقليل إلخ] دفع لما يقال إنّ ودادتهم للإسلام وتمنّيهم له تحصل منهم كثيراً فما معنى التقليل ههنا, وحاصل الدفع أنّ قلّة ودادتهم الإسلام باعتبار قلّة الزمان الذي يقع فيه ودادتهم إيّاه وهذا لا ينافي كثرته في نفسه, وقد يوجّه التقليل أيضاً بأنّ ودادتهم وإن كانت كثيرة بمنزلة القليل لعدم نفعها.