وقيل هي مستعارة للتكثير[1] أو للتحقيق، ومفعولُ ½يَوَدُّ¼ محذوف[2] لدلالة ﴿لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ﴾ عليه و½لَوْ¼ للتمنّي حكايةً لِوَدادتهم، وأمّا على رأي مَن جعل ½لَوْ¼ للتمنّي[3] حرفاً مصدريّةً فمفعولُ ½يَوَدُّ¼ هو قوله: ﴿لَوۡ كَانُواْ مُسۡلِمِينَ﴾ (أو لاستحضار الصورة) عطف على قوله ½لتنزيله¼ يعني أنّ العدول إلى المضارع[4] في نحو ﴿وَلَوۡ تَرَىٰٓ﴾ [الأنعام:٢٧] إمّا لِما ذُكِر وإمّا لاستحضار صورةِ رؤيةِ الكافرين موقوفِين على النار لأنّ المضارع[5] ممّا يدلّ على الحال الحاضر الذي
[1] قوله: [مستعارة للتكثير] أي: مستعارة بالنسبة إلى أصل الوضع وإن شاع استعمالها في التكثير حتّى التحق بالحقيقة, ويظهر أنّ المراد بالاستعارة هنا مطلق النقل والتجوّز والعلاقة هنا الضدّية. قوله ½أو للتحقيق¼ أي: أو هي مستعارة للتحقيق, والعلاقة اللازميّة؛ إذ التقليل في الماضي يلزمه التحقيق.
[2] قوله: [محذوف] وهو الإسلام أو كونهم مسلمين أو نحو ذلك. قوله ½و½لَوْ¼ للتمنّي¼ أي: فلا جواب لها, ويجوز أن تكون للشرط والجواب محذوف أي: لنجوا من العذاب. قوله ½حكاية لِوَدادتهم¼ أي: بناءً على أنّ الجملة في موضع الحال أي: قائلين لو كانوا مسلمين, وفيه أنّ الظاهر حينئذ أن يقال ½لو كنّا مسلمين¼ لأنّ هذه هي الودادة التي تصدر عنهم, إلاّ أنّه لمّا عبِّر عنهم بطريق الغيبة عبِّر بطريق الغيبة في الضمير كما تقول ½حلف فلان ليفعلنّ كذا¼ وإنما الواقع في حلفه ½لأفعلنّ¼.
[3] قوله: [½لَوْ¼ للتمنّي إلخ] أي: وأمّا على رأي من جعل ½لَوْ¼ التي نجعلها للتمنّي أي: الواقعة بعد فعل يفيد التمنّي كـ½يَوَدُّ¼ هنا حرفاً مصدريًّا, فلا يرد أنها إذا كانت حرفاً مصدريًّا فكيف تكون للتمنّي.
[4] قوله: [يعني أنّ العدول إلى المضارع إلخ] حاصل ما ذكره أنّه نزِّل المعنى الاستقباليّ في هذه الأمثلة أوّلاً منزلة الماضي لتحقّقه فصحّ استعمال ½لَوْ¼ و½رُبَّ¼ فيه لصيرورته ماضياً بالتأويل ثمّ نزّل ذلك الماضي التأويليّ منزلة الواقع الآن فعدل عن لفظ الماضي إلى لفظ المضارع إمّا لما ذكر من صدوره عمّن لا تخلّف في إخباره وإمّا لاستحضار الصورة العجيبة تفخيماً لشأنها.
[5] قوله: [لأنّ المضارع إلخ] علّة للعدول إلى المضارع للاستحضار. قوله ½الذي من شأنه أن يشاهد¼ أي: بخلاف الشيء الماضي والشيء المستقبل. قوله ½ليشاهدَها السامعون¼ أي: ليشاهد تلك الصورةَ السامعون للفظ المضارع.