المسند إليه؛ إذ ليس في كلامهم مسند إليه نكرة ومسند معرفة في الجملة الخبريّة (بآخَرَ مثلِه) أي: حكماً على أمر معلوم[1] بأمرٍ آخرَ مثلِه في كونه معلوماً للسامع بإحدَى طُرُق التعريف سَواءٌ يَتّحد الطريقان نحو: ½الراكب هو المنطلق¼ أو يختلفان نحو: ½زيد هو المنطلق¼ (أو لازِمَ حكمٍ) عطف على ½حكماً¼ (كذلك) أي: على أمر معلوم بآخَرَ مثلِه، وفي هذا تنبيه[2] على أنّ كون المبتدأ والخبر معلومَينِ لا ينافي إفادةَ الكلام للسامع فائدةً مجهولةً لأنّ العِلم بنفس المبتدأ والخبر لا يستلزم العِلمَ[3] بإسناد أحدِهما إلى الآخَر (نحو: ½زيد أخوك¼ و½عمرو المنطلق¼) حالَ كون[4] ½المنطلق¼ معرَّفاً (باعتبار تعريف العهدِ أو الجنسِ) وظاهر لفظ الكتاب[5] أنّ نحو ½زيد أخوك¼ إنّما يقال لمن يعرف أنّ له أخاً،
[1] قوله: [أي: حكماً على أمر معلوم] أعاد ذلك لأجل ربط العبارة لما فيها من صعوبة. قوله ½سواءٌ يتّحد إلخ¼ أشار بذلك إلى أنّ مراد المصـ بقوله ½مثلِه¼ المماثلة في مطلق التعريف.
[2] قوله: [وفي هذا تنبيه إلخ] أي: وفي قوله ½وأمّا تعريفه إلخ¼ تنبيه إلخ, ودفع به شبهةَ أنّه لا فائدة في الحكم على الشيء بالمعرفة لأنه من قبيل إفادة المعلوم.
[3] قوله: [لا يستلزم العِلمَ إلخ] وذلك لأنه يمكن أن تعلم أنّ الشخص الفلاني يسمّى زيداً وأنّ ثمّه رجلاً موصوفاً بأخوّتك ولا تعلم أنّ زيداً هو الموصوف بأخوّتك فيقال ½زيد أخوك¼ فيفيد أنّ الشخص الفلاني المسمّى بزيد هو الموصوف بأخوّتك, وهذه الفائدة كانت مجهولة قبل.
[4] قوله: [حال كون إلخ] يشير إلى أنّ قوله ½باعتبار إلخ¼ حال من ½عمرو المنطلق¼ وهو مفعول به لمعنى المماثلة المفهومة من لفظ ½نحو¼ أي: حال كون ½المنطلق¼ منه معرَّفاً إلخ.
[5] قوله: [وظاهر لفظ الكتاب] أي: ظاهر قوله ½بآخَرَ مثلِه¼ أنّ ½زيد أخوك¼ إنما يقال لمن يعرف أنّ له أخاً؛ لأنّ تعريف المسند فيه إنما هو باعتبار العهد فلزم أن يعرف المخاطب أنّ له أخاً, وهذا مخالف لما ذكره المصـ في "الإيضاح" الذي هو كالشرح لهذا الكتاب, فبين كلاميه تناقض.