½زيد قائم¼ صَرَفه ذلك الضمير إلى المبتدأ ثانياً فيكتسي الحكمُ قوّة[1] فعلى هذا يختصّ التقوّي بما يكون مسنداً إلى ضمير مبتدأ، ويخرج عنه[2] نحو: ½زيد ضربته¼ ويجب أن يجعل سببيًّا[3] وأمّا على ما ذكره الشيخ في "دلائل الإعجاز" وهو أنّ الاسم لا يؤتى به معرًّى عن العوامل إلاّ لحديث[4] قد نوي إسناده إليه فإذا قلتَ ½زَيْدٌ¼ فقد أشعرتَ قلب السامع بأنك تريد الإخبار عنه فهذا توطئةٌ له[5] وتَقدِمةٌ للإعلام به، فإذا قلت ½قام¼ دخل في قلبه دخول المأنوس، وهذا أشدّ للثبوت وأمنع من الشبهة والشكّ، وبالجملة ليس الإعلام بالشيء بغتةً مِثلَ الإعلام به بعد التنبيه عليه والتقدِمة، فإنّ ذلك يجري مجرى تأكيد الإعلام في التقوّي والإحكام فيدخل فيه نحو ½زيد ضربته¼ و½زيد مررت به¼، وممّا يكون المسند فيه جملة[6]
[1] قوله: [فيكتسي الحكم قوّة] أي: لتكرّر الإسناد. قوله ½فعلى هذا يختصّ التقوّي إلخ¼ لأنّه إذا كان مسنداً إلى غير ضمير المبتدأ لا يصلح لأن يسند إلى المبتدأ فلا يكتسي به الحكم قوّة فإنّ الحكم الأوّل على المبتدأ والمستفاد من الضمير الحكم على غيره.
[2] قوله: [ويخرج عنه إلخ] عطف على قوله ½يختصّ¼ من عطف اللازم على الملزوم, أي: ويخرج عن التقوّي المسندُ في ½زيد ضربته¼ لأنّه لم يسند إلى ضمير المبتدأ بل إلى ضمير المتكلِّم.
[3] قوله: [سببيًّا] لأنّ كون المسند جملة إمّا للتقوّي أو لكونه سببيًّا فإذا انتفى أحدهما تعيّن الآخر.
[4] قوله: [إلاّ لحديث إلخ] أي: إلاّ لمحكوم به, ولمّا كان هذا شاملاً لما إذا كان الخبر مفرداً يفيد أنّ التقوّي مشترك بين أخبار المبتدأ المتأخِّرة سواء كانت جملاً أو مفردات, وحينئذ فلا تعلّق له بضابطة كون الخبر جملة وهو ظاهر الفساد وكأنّه لظهوره سَكَت عن ردّه فالتعويل على ما في "المفتاح".
[5] قوله: [فهذا توطئة له] أي: فالإتيان بالاسم معرّى عن العوامل اللفظيّة توطئة للإخبار. قوله ½وتقدمة للإعلام به¼ تفسير لما قبله. قوله ½دخل¼ أي: دخل هذا الإسناد. قوله ½وهذا¼ أي: وهذا الدخول على هذه الحالة. قوله ½وأمنع من الشبهة¼ أي: من شبهة احتمال أن يكون المتّصف بالمسند غير المسند إليه. قوله ½والشكّ¼ عطف تفسير. قوله ½فيدخل فيه¼ جواب ½أمّا¼ أي: وأمّا على قول الشيخ هذا فيدخل في التقوّي نحو ½زيد ضربته¼ وكذا يدخل فيه ½زيد قائم¼ و½زيد حيوان¼ على ما مرّ.
[6] قوله: [وممّا يكون المسند فيه جملة إلخ] إشارة إلى اعتراض وارد على المصـ حاصله أنّ ظاهر عبارته أنّ الإتيان بالمسند جملة إنما يكون للتقوّي أو لكونه سببيًّا لأنّ الاقتصار في مقام البيان يفيد الحصر مع أنّ المسند قد يكون جملة لكونه خبراً عن ضمير الشأن نحو ½هو زيد عالم¼ وقد يكون للتخصيص نحو ½أنا سعيت في حاجتك¼.