½ما زيد إلاّ قائم¼ مَن اعتقد اتّصافَه بالقعود دون القيام وبقولنا: ½ما شاعر إلاّ زيد¼ مَن اعتقد أنّ الشاعر عمرو لا زيد (ويسمّى) هذا القصر (قصرَ قلبٍ لقلب حكم المخاطَب أو تساوَيَا عنده) عطف على قوله ½يَعتقد العكسَ¼ على ما يفصح عنه[1] لفظ "الإيضاح" أي: المخاطبُ بالثاني إمّا مَن يعتقد العكس وإمّا مَن تَساوَى عنده الأمران[2] أعني: الاتّصافَ بالصفةِ المذكورة وغيرِها في قصر الموصوف واتّصافَ الأمرِ المذكور وغيرِه بالصفة في قصر الصفة حتّى يكون[3] المخاطَب بقولنا: ½ما زيد إلاّ قائم¼ مَن يعتقد اتّصافَه بالقيام أو القعود من غير عِلم بالتعيين، وبقولنا: ½ما شاعر إلاّ زيد¼ مَن يعتقد أنّ الشاعر زيد أو عمرو مِن غير أن يَعلمه على التعيين (ويسمّى) هذا القصر (قصرَ تعيينٍ) لتعيينه ما هو غير معيَّن عند المخاطَب، فالحاصل[4] أنّ التخصيصَ بشيء دون شيء قصرُ إفراد والتخصيصَ بشيء مكانَ شيء إنْ اعتقد المخاطبُ فيه العكسَ قصرُ قلب وإن تَساوَيَا عنده قصرُ تعيينٍ، وفيه نظر[5] لأنّا لو
[1] قوله: [على ما يفصح عنه إلخ] فإنّه قال في "الإيضاح": ½والمخاطب بالثاني إمّا من يعتقد العكس وإمّا من تساوى الأمران عنده¼ وهذا صريح فيما قاله الشارح, أي: فلولا هذا لأمكن عطف قوله ½تساويا عنده¼ على قوله ½يعتقد الشركة¼ ودخل قصر التعيين في الأوّل وهو التخصيص بشيء دون شيء.
[2] قوله: [الأمران] أشار بذلك إلى أنّ ضمير ½تساويا¼ راجع إلى معلوم من السياق وهو الأمران الشاملان للصفتين في قصر الموصوف وللأمرين في قصر الصفة.
[3] قوله: [حتّى يكون إلخ] تفريع على قوله ½أو تساويا¼ فـ½حتّى¼ تفريعيّة بمعنى الفاء.
[4] قوله: [فالحاصل إلخ] أي: حاصل ما سبق من قوله ½والأوّل من غير الحقيقيّ¼ إلى هنا.
[5] قوله: [وفيه نظر] أي: وفي هذا الحاصل نظر, وحاصله أنّا لا نسلِّم أنّ في قصر التعيين تخصيص شيء بشيء مكان شيء آخر؛ لأنّ المخاطب به لم يثبت الصفة الأخرى في قصر الموصوف حتّى يثبت المتكلِّم مكانها ما يثبته بل هو متردِّد بينهما, ولو سلّمنا أنّ فيه تخصيص شيء بشيء مكان شيء آخر فلا يخفى أنّ فيه أيضاً تخصيصَ شيء بشيء دون شيء آخر فيكون داخلاً في الأوّل فجعلُ قصر التعيين من تخصيص شيء بشيء مكان شيء آخر لا من تخصيص شيء بشيء دون شيء آخر تحكّم.