السائر"، وزعم بعضهم[1] أنّ منشأ الثقل في ½مستشزرات¼ هو توسّط الشين المعجمة التي هي من المهموسة الرخوة بين التاءِ التي من المهموسة الشديدة والزاءِ المعجمة التي هي من المجهورة ولو قال[2] ½مستشرف¼ لزال ذلك الثقل، وفيه نظر؛ لأنّ الراء المهملة أيضاً من المجهورة، وقيل: إنّ قرب المخارج[3] سبب للثقل الْمُخِلِّ بالفصاحة وإنّ في قوله تعالى: ﴿أَلَمۡ أَعۡهَدۡ﴾ [يس:٦٠] ثقلاً قريباً من حدّ التنافر فيخِلّ بفصاحة الكلمة لكنّ الكلام[4] الطويل
[1] قوله: [وزعم بعضهم] وهو الخلخالي. قوله ½التي هي من المهموسة الرخوة¼ اعلم أنّ الحروف تنقسم بالنسبة إلى الجهر والهمس إلى قسمين مهموسة ومجهورة فالمهموسةُ ما يضعف الاعتماد على مخرجه يجمعها ½ستشحثك خفصه¼ والمجهورةُ ما بخلافه وهي ما عدا المهموسة, وتنقسم بالنسبة إلى الشدّة والرخاوة إلى ثلاثة أقسام شديدة ورخوة ومتوسطة, فالشديدةُ ما ينحصر جري صوته عند سكونه في مخرجه وهي ½أجَدْتَ طبقك¼ والرخوةُ ما بخلافه والمتوسّطةُ هي المعتدلة بين الشدّة والرخوة يجمعها ½لم يرعونا¼, فالشينُ بين التاءِ والزاءِ متّصفةٌ بالهمسِ والرخاوةِ والتاءُ قبلها متّصفةٌ بالهمسِ والشدّةِ والزاءُ بعدها متّصفةٌ بالرخاوةِ والجهرِ, فقد اختلفت الشين والتاء في الرخاوة والشدّة واختلفت الشين والزاء في الهمس والجهر وبه جاء الضرر, والحاصل أنّ الشين ضاربت بإحدى صفتَيها ما قبلها وبالأخرى ما بعدها فجاء الثقل بتوسّطها بينهما.
[2] قوله: [ولو قال] أي: وزعم أنه لو قال الشاعر إلخ, فهو من جملة المزعوم, والأولى ½مستشرفات¼ لأنّ البيت لا يتزن إلاّ به, إلاّ أنه إنما التفت لأصل المادّة, قوله ½وفيه نظر¼ وحاصل وجه النظر أنّ علّة الثقل لو كانت ما ذكرتَ من مضاربة حرف متوسّط بين حرفين لما قبله وبعده في الصفة لوجب أن يكون ½مستشرف¼ ثقيلاً؛ لأنّ تلك العلّة موجودة فيه, وإذ ليس ثقيلاً كما اعترفتَ به فليس العلّة ما ذكرتَ.
[3] قوله: [وقيل: إنّ قرب إلخ] قائله الزوزني, ولا شكّ أنّ حروف ½مستشزرات¼ متقاربة المخارج فيكون ثقيلاً, ½وإنّ في إلخ¼ عطف على ½إنّ قرب¼ فهو من جملة مقول القيل. قوله ½ثقلاً إلخ¼ أي: لقرب المخارج.
[4] قوله: [لكنّ الكلام إلخ] هذا جواب من صاحب القيل عمّا يقال من أنه يلزم على تقدير كون ½أ لم أعهد¼ غيرَ فصيح أن تكون السورة التي هو فيها وهي سورة يس غيرَ فصيحة مع أنه باطل محض!.