½مسرّج¼[1] في قول العجّاج: وَمُقْلَةً وَحَاجِباً مُزَجَّجاً * أي: مدققاً مطوّلاً (وَفَاحِماً) أي: شَعراً أسود كالفحم (وَمَرْسِناً) أي: أنفاً[2] (مُسَرَّجاً أي: كالسيف السريجيّ في الدقّة والاستِواء) وسريج اسم قَين تُنسَب إليه السيوف (أو كالسراج في البريق واللمعان) فإن قلت[3] لِم لَم يجعلوه اسم مفعول من ½سرّج الله وجهه¼ أي: بَهَّجه وحسّنه، قلت[4] لاحتمال أن يكون مستحدَثاً ومولّداً من السراج، أو يكون من باب الغرابة أيضاً (والمخالفة) أن تكون الكلمة[5]
[1] قوله: [½مسرّج¼] غرضه تعيين المقصود بالتمثيل. قوله ½في قول العجّاج¼ تعيين الشاعر وهو رؤبة عبد الله البصري أبو محمّد بن العجّاج التميمي, ½ومقلة إلخ¼ تكميل البيت, ½مدقّقاً مطوّلاً¼ تفسير لـ½مزجّجاً¼ قوله ½أي: شعراً إلخ¼ إشارة إلى أنّ ½فاحماً¼ اسم فاعل للنسبة كـ½لابن¼ والنسبة تشبيهيّة من نسبة المشبّه للمشبّه به أي: شعراً منسوباً للفحم بمعنى أنه يشبهه, وهو وجه بعيد فيكون فيه غرابة.
[2] قوله: [أي: أنفاً] إشارة إلى أنّ المراد بالمَرسِن أنف مجازاً مرسلاً من إطلاق المقيّد وإرادة المطلق لأنه في الأصل أنف البعير. قوله ½وسريج¼ أي: الذي نسب إليه السيف السريجي, والقين حدّاد.
[3] قوله: [فإن قلت إلخ] أي: لإخراج ½مسرّجاً¼ من حضيض الغرابة إلى أوج الفصاحة, وحاصله أنّا نجعله اسم مفعول من ½سرّج الله وجهه¼ أي: نوّره, فيكون ½مسرّجاً¼ بمعنى ½منوّراً¼ فليس فيه نسبة تشبيهيّة فهو خال عن الغرابة فيكون فصيحاً. قوله ½وحسّنه¼ عطف تفسير.
[4] قوله: [قلت إلخ] أي: يحتمل أن يكون ½سرّج¼ أخذه المولدون من السراج فلا يمكن أن يجعل ½مسرّجاً¼ الواقعُ في كلام العجّاج المتقدّم مأخوذاً منه لاستحالة أخذ السابق من اللاحق. قوله ½أو يكون إلخ¼ أي: ويحتمل أن يكون ½سرّج¼ غريباً؛ لأنه لم يوجد في الكتب المشهورة فيكون ½مسرّجاً¼ المأخوذُ منه غريباً.
[5] قوله: [أن تكون الكلمة إلخ] بيان لمفهوم مخالفة القياس لأنّ المصـ قد اكتفى ببيان المثال, ولمّا كان هذا البيان يقتضي أنّ مخالفة القانون التصريفيّ تخلّ بفصاحة الكلمة ولو كانت موافقة لما ثبت عن الواضع مع أنه ليس كذلك بَيَّن المرادَ بقوله ½أعني على إلخ¼ فالمراد بالقانون ما ثبت عن الواضع سواء اقتضاه القانون الصرفيّ أو لا, وعلى هذا المراد فَرَّع قولَه الآتي: ½فنحو آل وماء إلخ¼.