على خلاف قانونِ مفردات الألفاظ الموضوعة أعني: على خلاف ما ثبت عن الواضع (نحو) ½الأجلل¼[1] بفكّ الإدغام في قوله (½اَلْحَمْدُ للهِ الْعَلِيِّ الأَجْلَلِ¼) والقياس ½الأَجَلِّ¼، فنحو ½آل¼ و½ماء¼ و½أبَى يأبَى¼ و½عَوِر يَعْوَر¼ فصيح[2]؛ لأنه ثبت عن الواضع كذلك (قيل) فصاحة المفرد[3] خلوصه ممّا ذُكِر (ومن الكراهة في السمع) بأن تكون اللفظة بحيث يمجّها السمع ويتبرّأ عن سَماعها (نحو) ½الْجِرِشَّى¼[4] في قول أبِي الطيّب: مُبَارَكُ الاِسْمِ أَغَرُّ اللَقَبِ* (كَرِيْمُ الْجِرِشَّى) أي: النفس (شَرِيْفُ النَسَبِ) والأغرُّ[5] من الخيل الأبيضُ الجبهةِ، ثمّ استعير لكلّ واضح معروف (وفيه نظر) لأنّ الكراهة[6] في السمع إنّما هي من جهة الغرابة
[1] قوله: [½الأجلل¼] إشارة إلى المقصود بالتمثيل. قوله ½بفكّ الإدغام¼ إشارة إلى علّة كونه مخالفاً للقياس.
[2] قوله: [فصيح] أي: وإن كان مخالفاً للقياس الصرفيّ فإنّ إبدال الهمزة من الهاء في ½آل وماء¼ ليس قياسيًّا, وكذا القياس أن لا يأتي مضارع ½فَعَلَ¼ على ½يَفْعَل¼ إلاّ إذا كان عينه أو لامه حرفَ حلق بخلاف ½يأبَى¼, والقياس في ½عَوِِرَ يَعْوَرُ¼ قلب الواو ألفاً لتحرّكها وانفتاح ما قبلها.
[3] قوله: [فصاحة المفرد إلخ] إشارة إلى أنّ قوله ½من الكراهة في السمع¼ عطف على قوله ½من تنافر الحروف إلخ¼. قوله ½بأن تكون إلخ¼ تصوير للكراهة في السمع. قوله ½ويتبرّأ إلخ¼ عطف تفسير لما قبله.
[4] قوله: [½الْجِرِشَّى¼] إشارة إلى المقصود بالتمثيل. قوله ½في قول أبي الطيّب¼ تعيين للشاعر. قوله ½مبارك الاسم إلخ¼ غرضه تكميل البيت. قوله ½أي: النفس¼ تفسير غير المشهور بالمشهور.
[5] قوله: [والأغرُّ إلخ] تحقيق لمعنى قول الشاعر: ½أغرّ اللقب¼. قوله ½من الخيل¼ حال من ضمير ½الأبيض¼ و½مِنْ¼ فيه تبعيضيّة. قوله ½ثمّ استعير إلخ¼ أي: نقل على طريق الاستعارة أو على طريق المجاز المرسل لعلاقة الإطلاق؛ لأنه نقل من واضح مقيّد إلى مطلق واضح.
[6] قوله: [لأنّ الكراهة إلخ] بيان وجه النظر وحاصله أنّ الكراهة وإن كانت مخلّة بالفصاحة لكنّه لا حاجة إلى ذكر الخلوص منها على حدة لأنّ سببها هي الغرابة فالخلوص منها يستلزم الخلوص منها. قوله ½مثل تكأكأتم¼ قيل: هاجت بأبي علقمة مرّة فأقبل عليه الناس يعصرون إبهامه ويؤذنون في أذنه فقال: ½ما لكم تكأكأتم عليّ تكأكأكم على ذي جِنّة افرنقعوا عنّي¼ فقال بعضهم دعوه فإنّ شيطانه يتكلّم بالهنديّة.