زيد قائم¼ لأنّها إذا لم تَرَ الفعل في حيِّزها ذَهِلَتْ عنه[1] ونَسِيَتْ بخلاف ما إذا رأته فإنّها تذكّرت العهود وحنت إلى الإلف المألوف فلم ترض بافتراق الاسم بينهما (وهي) أي: ½هَلْ¼ (تخصِّص المضارع بالاستقبال) بحكم الوضع[2] كالسين و½سوف¼ (فلا يصحّ ½هل تضرب زيداً) في أن يكون[3] الضرب واقعاً في الحال على ما يفهم عرفاً من قوله (وهو أخوك¼ كما يصحّ ½أ تضرب زيداً وهو أخوك¼) قصداً[4] إلى إنكار الفعل الواقع في الحال بمعنى أنّه لا ينبغي أن يكون، وذلك[5] لأنّ ½هَلْ¼ تخصِّص المضارع بالاستقبال فلا يصلح
[1] قوله: [ذَهِلَتْ عنه] أي: غفلت عن الفعل لأنه ما غاب عن العين غاب عن الخاطر. قوله ½ونَسِيَتْ¼ عطف تفسير. قوله ½تذكّرت العهود¼ أي: العهد الذي بينها وبين الفعل من حيث إنها في الأصل بمعنى ½قَدْ¼. قوله ½وحنت¼ بالتخفيف بمعنى ½مالت¼ من ½حنا يحنو حنواً¼ وبالتشديد بمعنى ½اشتاقت¼ من ½حنّ يحنّ حنيناً¼, والمراد بالإلف الفعل, والمألوف تأكيد له.
[2] قوله: [بحكم الوضع] أي: إنّ الواضع وضع ½هَلْ¼ لتخصيص المضارع بالاستقبال دون الماضي فلا يرد أنّها لو كانت مخصِّصة بحسب الوضع لكانت مخصِّصة للماضي بالاستقبال مع أنه ليس كذلك قال الله تعالى: ﴿فَهَلۡ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمۡ حَقّٗاۖ﴾ [الأعراف:٤٤].
[3] قوله: [في أن يكون إلخ] أي: فلا يصحّ قولك هذا في مقام إنكار الضرب الواقع في الحال. قوله ½على ما يفهم عرفاً إلخ¼ أي: و½هَلْ¼ هنا لإنكار الضرب الواقع في الحال على ما يفهم عرفاً من قوله ½وهو أخوك¼ لأنّ المتبادر منه أنّ الأخوّة حالية فكذا الضرب لأنّ الحال قيد في عاملها والأصل اتّحاد زمن القيد والمقيّد, وإنما قال ½عرفاً¼ لأنّ معنى ½زيد أخوك¼ بحسب الوضع أنه ثبت له الاتّصاف بالأخوّة ولو في الماضي ولكنّ الشائع المتبادر منه أنه متّصف بالأخوّة في الحال.
[4] قوله: [قصداً إلخ] أي: تقول المثالين حال كونك قاصداً إلى إنكار الضرب لا قاصداً إلى الاستفهام عن وقوع الضرب. قوله ½بمعنى إلخ¼ متعلِّق بالإنكار أي: الإنكار بالمعنى المذكور, وأشار بذلك إلى أنّ الإنكار هنا إنكار توبيخ لا إنكار تكذيب, فلا يرد أنّ إنكارَ الفعل الواقع ونفيَه باطل.
[5] قوله: [وذلك] أي: وعدمُ صحّة المثال الأوّل وصحّةُ المثال الثاني. قوله ½لأنّ ½هَلْ¼ إلخ¼ تعليل للصحّةِ في الثاني وعدمِها في الأوّل, وبيانه أنّ ½هَلْ¼ تخصِّص المضارع بالاستقبال وكلُّ ما يخصِّص المضارع بالاستقبال لا يصلح لإنكار الفعل الواقع في الحال فـ½هَلْ¼ لا تصلح لإنكار الفعل الواقع في الحال, ويلزم من ذلك عدم صحّة المثال الأوّل. قوله ½وقولنا إلخ¼ بيان لفائدة عبارته.