والاستقبال بحسب الظاهر على ما سنذكره حتّى لا يجوز ½يأتيني زيد سيركب أو لن يركب¼ فهم منه[1] أنه يجب تجريد الفعل العامل في الحال عن علامة الاستقبال حتّى لا يصحّ تقييد مثل ½هل تضرب وستضرب ولن تضرب¼ بالحال وأورد هذا المقال دليلاً على ما ادّعاه ولم ينظر في صدر هذا المقال[2] حتّى يعرف أنه لبيان امتناع تصدير الجملة الحاليّة بعلَم الاستقبال (ولاختصاصِ التصديق بها) أي: لكون ½هَلْ¼[3] مقصورة على طلبِ التصديق وعدمِ مجيئها لغير التصديق كما ذكر فيما سبق (وتخصيصِها المضارعَ بالاستقبال كان لها مزيد اختصاص بما كونُه زمانيًّا أظهرُ) و½مَا¼ موصولة[4] و½كونُه¼ مبتدأ خبره ½أظهرُ¼ و½زمانيًّا¼ خبر الكون أي: بالشيء الذي زمانيّته أظهر (كالفعل) فإنّ الزمان[5] جزء من
[1] قوله: [فهم منه إلخ] جواب ½لمّا¼. قوله ½حتّى لا يصحّ¼ غاية لوجوب تجريد الفعل العامل في الحال من علم الاستقبال لامتناع عمل المستقبل في الحال. قوله ½وأورد¼ عطف على قوله ½فهم¼. قوله ½هذا المقالَ¼ أي: كلامَ النحاة من أنّه يجب تجريد صدر الجملة الحاليّة عن علم الاستقبال. قوله ½دليلاً على ما ادّعاه¼ أي: من وجوب تجريد عامل الحال عن علم الاستقبال.
[2] قوله: [في صدر هذا المقال] وهو قولهم ½يجب تجريد صدر الجملة الحاليّة¼ فإنّه يدلّ على وجوب تجريد الجملة الحاليّة عن علم الاستقبال لا على وجوب تجريد عامل الحال عنه. قوله ½حتّى يعرف أنه لبيان امتناع إلخ¼ أي: لا لبيان امتناع تصدير العامل في الحال بعلم الاستقبال.
[3] قوله: [أي: لكون ½هَلْ¼ إلخ] إشارة إلى أنّ الباء في كلام المصـ داخلة على المقصور وأنّ في الكلام حذفَ مضاف, وهذا بخلاف الباء في قوله ½وتخصيصِها المضارع بالاستقبال¼ فإنها داخلة على المقصور عليه, فقد جمع المصـ في العبارتين استعمالي التخصيص.
[4] قوله: [و½مَا¼ موصولة] ويجوز أن تكون موصوفة والجملة صفة.
[5] قوله: [فإنّ الزمان إلخ] علّة لكون زمانيّة الفعل أظهر من زمانيّة الاسم. قوله ½فإنّه إنّما يدلّ إلخ¼ أي: فإنّ الاسم يدلّ على الزمان إذا يدلّ عليه بسبب عروض الزمان ولزومه للاسم بأن كان الاسم وصفاً فدلالة الاسم على الزمان من قبيل دلالة الشيء على لازمه ولا شكّ أنّ دلالة الكلّ على جزئه أظهر من دلالة الشيء على لازمه.