وقد اعتبر في هذه شيئان[1] غير الوجود وفي الأولى شيء واحد فكانت[2] مركّبة بالنسبة إلى الأولى وهي بسيطة بالنسبة إليها (والباقية) من ألفاظ الاستفهام[3] تشترك في أنها (لطلب التصوّر فقط) وتختلف من جهة أنّ المطلوب بكلّ منها تصوّر شيء آخر (قيل فيطلب بـ½مَا¼ شرح الاسمِ كقولنا ½ما العَنْقاء¼) طالباً[4] أن يشرّح هذا الاسم ويبيّن مفهومه فيجاب بإيراد
[1] قوله: [في هذه شيئان] أي: في المركَّبة شيئان وهما الموضوع والمحمول كالحركة والدوام في المثال الثاني. قوله ½غير الوجود¼ أي: غير النسبة التي هي ثبوت الدوام. قوله ½وفي الأولى شيء واحد¼ أي: وفي البسيطة شيء واحد غير الوجود وهو الموضوع كالحركة في المثال الأوّل وذلك لأنه قد استفهم بها عن الثبوت الحاصل بين الشيء ووجوده وهما كالشيء الواحد لأنّ الوجود عين الموجود.
[2] قوله: [فكانت إلخ] أي: فكانت ½هَلْ¼ الثانية مركَّبة بالنسبة إلى ½هَلْ¼ الأولى. قوله ½وهي¼ أي: والأولى. قوله ½إليها¼ أي: إلى الثانية, وفيه إشارة إلى أنّ البسيطَ هنا بمعنى ما كان أقلّ أجزاء من مقابله لا بمعنى الجوهر الفرد والمركَّبَ بمعنى ما كان أكثر أجزاء من مقابله لا بمعنى الجسم المركَّب.
[3] قوله: [من ألفاظ الاستفهام] أي: المذكورة سابقاً فلا يرد أنّ ½أَم¼ المنقطعة من ألفاظ الاستفهام وهي لا تكون إلاّ لطلب التصديق فلا يتمّ قوله ½والباقية لطلب التصوّر فقط¼. قوله ½تصوّر شيء آخر¼ أي: غير المطلوب بغيره ولو بالإطلاق والتقييد كما في ½مَتَى¼ و½أَيَّانَ¼ فإنّهما يشتركان في مطلق الزمان إلاّ أنّ الأوّل لمطلقه والثاني للمستقبل.
[4] قوله: [طالباً إلخ] حال من ضمير في ½قولنا¼ وإنما أفرده لأنّ المراد ½طالباً كلٌّ منّا¼ أو الضمير في ½قولنا¼ للمتكلِّم الواحد المعظّم نفسه. قوله ½ويبيّن مفهومه¼ أي: الإجماليّ الذي لا يعرف منه الماهيّة, وهذا عطف تفسير لما قبله. قوله ½بإيراد لفظ أشهر¼ كأن يقال ½طائر¼ و½خمر¼ و½مجاز عقليّ¼ في جواب ½ما العنقاء¼ و½ما العقار¼ و½ما المجاز في الإثبات¼, وهذا هو التعريف اللفظيّ.