عنوان الكتاب: مختصر المعاني

لفظ أشهر (أو ماهيّةِ المسمّى[1]) أي: حقيقته[2] التي هو بها هو (كقولنا ½ما الحركة¼) أي: ما حقيقة مسمّى هذا اللفظ فيجاب بإيراد ذاتيّاته[3] (وتقع ½هَل¼ البسيطة في الترتيب بينهما) أي: بين ½مَا¼ التي لشرح الاسم والتي لطلب الماهيّة، يعني أنّ مقتضى الترتيب الطبيعيّ[4] أن يطلب أوّلاً شرح الاسم ثمّ وجود المفهوم في نفسه ثمّ ماهيّته وحقيقته لأنّ من لا يعرف[5] مفهوم اللفظ استحال منه أن يطلب وجود ذلك المفهوم ومن لا يعرف أنه موجود استحال


 



[1] قال: [أو ماهيّة المسمّى] المراد بالمسمّى المفهوم الإجماليّ وبماهيّته أجزاء ذلك المفهوم وهي الماهيّة التفصيليّة حتّى يكون الجواب المبيِّن لها تعريفاً حقيقيًّا, فالإنسان مثلاً مفهومه الإجماليّ الذي هو مسمّاه نوع مخصوص من الحيوان وماهيّة ذلك المسمّى حيوان ناطق.

[2] قوله: [أي: حقيقته إلخ] تفسير للماهيّة, وفيه إشارة إلى أنه ليس المراد بالماهيّة هنا ما يقع جواباً لـ½ما هو¼ بل المراد الماهيّة الموجودة. قوله ½التي هو بها هو¼ أي: التي المسمّى بسبب تلك الحقيقة ذلك المسمّى, فالنوع المخصوص من الحيوان مثلاً إنسان بسبب الحيوانيّة والناطقيّة, فالمسمّى ملاحَظ إجمالاً والحقيقة ملاحَظ تفصيلاً فاختلف السبب والمسبَّب باعتبار الإجمال والتفصيل وأمّا اختلاف المبتدأ والخبر فبإطلاق المبتدأ وتقييد الخبر بالسبب.

[3] قوله: [بإيراد ذاتيّاته] أي: من الجنس والفصول, كأن يقال في جواب ½ما الحركة¼: هي الكون الأوّل في الحيِّز الثاني أو هي كونان في مكانين في زمانين.

[4] قوله: [الترتيب الطبيعيّ] وهو أن يكون المتأخِّر متوقِّفاً على المتقدِّم من غير أن يكون المتقدِّم علّة له تقدّم المفرد على المركّب, واعلم أنّ مقتضى الترتيب الطبيعيّ أن يطلب أوّلاً شرح الاسم على وجه الإجمال بـ½مَا¼ الشارحة للاسم وثانياً وجود مفهومه في نفسه بـ½هَل¼ البسيطة وثالثاً ماهيّته وحقيقته على وجه التفصيل بـ½مَا¼ الشارحة للماهيّة ورابعاً أحواله العارضة له بـ½هَل¼ المركَّبة, ولهذا يقال ½إنّ ½هَلْ¼ تقع بين مائين و½مَا¼ تقع بين هلين¼, وقد أسقط المصـ والشارح المرتبة الرابعة.

[5] قوله: [لأنّ من لا يعرف إلخ] علّة لكون مقتضى الترتيب الطبيعيّ ما ذكر. قوله ½مفهوم اللفظ¼ أي: مفهومَه الإجمالِيَّ. قوله ½استحال منه أن يطلب ذلك المفهوم¼ وذلك لاحتمال أن يكون اللفظ المسموع مهملاً. قوله ½استحال منه أن يطلب حقيقته¼ أي: حقيقته التفصيليّة. قوله ½إذ لا حقيقة للمعدوم¼ وذلك لأنّ الحقيقة ما به الشيء الموجود هو هو, والمعدوم لا وجود له فلا حقيقة له.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471