عنوان الكتاب: مختصر المعاني

(وقال السكاكي[1] يسأل بـ½مَا¼ عن الجنس تقول ½ما عندك¼ أي: أيُّ أجناس الأشياء عندك؟ وجوابه ½كتاب¼ ونحوه) ويدخل فيه[2] السؤال عن الماهيّة والحقيقة نحو ½ما الكلمة¼ أي: أيُّ أجناس الألفاظ هي[3] وجوابه ½لفظ مفرد موضوع¼ (أو عن الوصف تقول ½ما زيد¼ وجوابه ½الكريم¼ ونحوه، و) يسأل (بـ½مَنْ¼ عن الجنس من ذوي العِلم تقول ½من جبريل¼ أي: أ بشر هو أم ملَك أم جنّي؟ وفيه نظر) إذ لا نسلّم[4] أنه للسؤال عن الجنس وأنه يصحّ في جواب ½من جبريل¼ أن يقال ½ملَك¼ بل جوابه ½ملَك يأتي بالوحي كذا وكذا¼ ممّا يفيد تشخّصه (ويسأل بـ½أيّ¼ عمّا يميِّز أحدَ المتشارِكَين في أمر يعمّهما) وهو مضمون ما أضيف إليه ½أيّ¼ (نحو: ﴿أَيُّ ٱلۡفَرِيقَيۡنِ خَيۡرٞ مَّقَامٗا﴾ [مريم:٧٣] أي: أ نحن أم أصحاب محمّد عليه السلام) والمؤمنون[5] والكافرون قد اشتركا في الفريقيّة وسألوا


 



[1] قال: [وقال السكّاكي إلخ] أي: في الفرق بين ½مَنْ¼ و½مَا¼, وهذا مقابل للقيل المتقدِّم. قال: ½وجوابه¼ أي: جواب ½ما عندك¼. قال: ½ونحوه¼ كفرس وحمار وإنسان.

[2] قوله: [ويدخل فيه إلخ] أي: ويدخل في السؤال عن الجنس السؤال عن الماهيّة أي: التي هي النوع سواء كان حقيقيًّا نحو ½ما الإنسان¼ أو اصطلاحيًّا نحو ½ما الكلمة¼, وأشار الشارح بهذا إلى أنّه ليس المراد بالجنس في قوله المنطقيّ فقط حتّى لا يشمل النوعَ بل اللغَويّ وهو ما دلّ على متعدِّد.

[3] قوله: [أيّ أجناس الألفاظ هي] أي: أيّ نوع من أنواع الألفاظ هي لأنها تتنوّع أنواعاً من مفرد ومركّب وموضوع وغير موضوع.

[4] قوله: [إذ لا نسلِّم إلخ] أي: في جعل ½مَنْ¼ للسؤال عن الجنس نظر إذ لا نسلِّم ورودَ ½مَنْ¼ في اللغة للسؤال عن الجنس ولا نسلِّم صحّةَ أن يقال ½ملَك¼ في جواب ½من جبريل¼ بل الصواب ما مرّ من أنها للسؤال عن العارض المشخّص. قوله ½كذا وكذا¼ أي: من عند الله إلى الأنبياء. قوله ½ممّا يفيد إلخ¼ بيان لـ½كذا وكذا¼.

[5] قوله: [والمؤمنون إلخ] تطبيق المثال بالممثّل له. قوله ½في الفريقيّة¼ وهو أمر يعمّهما. قوله ½وسألوا¼ أي: الكافرون أحبارَ اليهود عمّا يميِّز الفريق الذي ثبتت له الخيريّة فأجابوهم بقولهم: ½أنتم¼ كذباً وافتراءً. قوله ½مثل الكون كافرين¼ أي: مثل كونهم كافرين. قوله ½قائلين إلخ¼ حال من الكافرين, وعيّن بها الشارح مَن صدر منهم هذا القول, ولو قال بدل قوله ½مثل الكون إلخ¼: ½مثل كون الجواب أنتم وأصحاب محمّد¼ لكان أخصر وأوضح.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471