عنوان الكتاب: مختصر المعاني

عمّا يميِّز أحدَهما عن الآخر مثل الكون كافرين قائلين لهذا القول ومثل الكون أصحاب محمّد عليه السلام غير قائلين (و) يسأل (بـ½كَمْ¼ عن العدد نحو: ﴿سَلۡ بَنِيٓ إِسۡرَٰٓءِيلَ كَمۡ ءَاتَيۡنَٰهُم مِّنۡ ءَايَةِۢ بَيِّنَةٖۗ﴾ [البقرة:٢١١]) أي: كم آيةً آتيناهم أ عشرين أم ثلثين؟[1] فـ½مِنْ آيَةٍ¼ مميِّز ½كَمْ¼ بزيادة ½مِنْ¼ لما وقع من الفصل بفعل متعدّ بين ½كَمْ¼ ومميِّزه كما ذكرنا في الخبريّة[2] فـ½كَمْ¼ هنا للسؤال عن العدد[3] لكن الغرض من هذا السؤال هو التقريع والتوبيخ (و) يسأل (بـ½كَيْفَ¼ عن الحال[4] وبـ½أَيْنَ¼ عن المكان وبـ½مَتَى¼ عن الزمان) ماضياً كان


 



[1] قوله: [أ عشرين أم ثلاثين؟] بدل من ½كَمْ آيَةً¼. قوله ½فـ½مِنْ آيَةٍ¼ إلخ¼ تفريع على التفسير, أي: وإنما كان المعنى ما ذكر لأنّ ½مِنْ آيَةٍ¼ مميِّز ½كَمْ¼ و½كَمْ¼ مفعول ثانٍ لـ½آتيناهم¼ مقدّم عليه. قوله ½لما وقع إلخ¼ علّة لزيادة ½مِنْ¼. قوله ½من الفصل¼ بيان لـ½ما¼.

[2] قوله: [كما ذكرنا في الخبريّة] أي: ½كَمْ¼ وإن كانت هنا استفهاميّة لا خبريّة لكنه قد وقع الفصل بينها وبين مميِّزها بفعل متعدٍّ فلو لم تُزَد ½مِنْ¼ عليه لالتبس المميِّز بمفعول الفعل المتعدّي فهذا نظير ما ذكر الشارح في حكم ½كَمْ¼ الخبريّة في قول الشاعر سابقاً: وَكَمْ ذُدْتَ عَنِّيْ مِنْ تَحَامُلِ حَادِثٍ إلخ من وجوب زيادة ½مِنْ¼ عند الفصل بينها بين مميِّزها بفعل متعدٍّ.

[3] قوله: [فـ½كَمْ¼ إلخ] هذا صريح في بقاء ½كَمْ¼ على حقيقتها من الاستفهام وأنّ المقصود منه التوبيخ فالاستفهام وسيلة إلى التوبيخ من حيث دلالة الجواب على كثرة الآيات ففيه توبيخ لهم بعدم اتّعاظهم مع كثرة الآيات. قوله ½لكنّ الغرض إلخ¼ أي: وليس المقصود من السؤال استعلامَ مقدار عدد الآيات من بني إسرائيل لأنّ الله تعالى علاّم الغيوب فتعيّن أنّ المقصود هو التقريع والتوبيخ.

[4] قال: [وبـ½كَيْفَ¼ عن الحال] أي: عن الصفة التي عليها الشيء كالصحّة والمرَض والركوب والمشي يقال ½كيف زيد¼ و½كيف جاء بكر¼ وجوابه ½صحيح¼ و½راكباً¼ مثلاً. قال: ½وبـ½أَيْنَ¼ عن المكان¼ يقال ½أين زيد¼ و½أين تسكن¼ وجوابه ½في المسجد¼ و½بالمدينة¼ مثلاً. قال: ½وبـ½مَتَى¼ عن الزمان¼ يقال ½متى اللقاء¼ و½متى جئتَ¼ و½متى يقدم زيد¼ وجوابه ½صباحاً¼ و½أمس¼ و½بعد شهر¼ مثلاً. قال: ½وبـ½أَيَّانَ¼ عن المستقبل¼ يقال ½أيّان يُثمِر هذا الغرس¼ وجوابه ½بعد عشرين سنة¼ مثلاً.




إنتقل إلى

عدد الصفحات

471