أو مستقبلاً (وبـ½أَيَّانَ¼ عن) الزمان (المستقبل، قيل وتستعمل[1] في مواضع التفخيم مثل: ﴿يَسَۡٔلُ أَيَّانَ يَوۡمُ ٱلۡقِيَٰمَةِ﴾ [القيامة:٦]، و½أنّى¼ تستعمل تارة بمعنى ½كيف¼) ويجب أن يكون بعدها فعل[2] (نحو: ﴿فَأۡتُواْ حَرۡثَكُمۡ أَنَّىٰ شِئۡتُمۡۖ﴾ [البقرة:٢٢٣]) أي: على أيّ حال[3] ومن أيّ شقّ أردتم بعد أن يكون المَأتى موضعَ الحرث، ولم يجئ ½أنّى زيد¼ بمعنى ½كيف هو¼ (وأخرى بمعنى ½من أين¼ نحو: ﴿أَنَّىٰ لَكِ هَٰذَاۖ﴾ [آل عمران:٣٧]) أي: من أين[4] لك هذا الرزق الآتي كلّ يوم، وقوله ½تستعمل¼ إشارة[5] إلى أنّه يحتمل أن يكون مشتركاً بين المعنيـين وأن يكون في أحدهما حقيقة وفي الآخر مجازاً ويحتمل أن يكون معناه ½أين¼ إلاّ أنّه في الاستعمال يكون مع ½مِنْ¼ ظاهرة كما في قوله ½مِنْ أَنَّى عِشْرُوْنَ لَنَا¼ أي: من أين،
[1] قال: [قيل وتستعمل إلخ] يحتمل أن يكون المراد منه أنّ ½أَيَّانَ¼ لا تستعمل إلاّ في مواضع التفخيم أي: في المواضع التي يقصد فيها تعظيمُ المسئول عنه والتهويلُ بشأنه, فتكون مختصّة بالأمور العظام, ويحتمل أن يكون المراد أنها تستعمل في التفخيم كما تستعمل في غيره وهو ظاهر كلام النحاة.
[2] قوله: [ويجب أن يكون بعدها فعل] أي: يجب أن يكون بعد ½أنّى¼ بمعنى ½كيف¼ فعل, وهذا احتراز عن ½أنّى زيد¼ من غير إيلاء الفعل لـ½أنّى¼ فإنه لم يجئ كما يجيء.
[3] قوله: [أي: على أيّ حال إلخ] تفيسر لـ½أَنّى¼ بمعنى ½كَيْفَ¼. قوله ½على أيّ حال¼ أي: من قيام أو اضطجاع. قوله ½ومن أيّ شقّ¼ أي: من خلف أو أمام. قوله ½المَأتى¼ أي: مكان الإتيان.
[4] قوله: [أي: من أين إلخ] أي: ليس المراد كيف لك هذا الرزق بدليل قوله تعالى: ﴿قَالَتۡ هُوَ مِنۡ عِندِ ٱللَّهِۖ﴾. قوله ½الآتي كلّ يوم¼ لأنّه كان يجد عندها فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء.
[5] قوله: [وقوله ½تستعمل¼ إشارة إلخ] أي: دون أن يقول ½وُضِعت¼. قوله ½بين المعنيين¼ أي: بين معنى ½كَيْفَ¼ ومعنى ½مِنْ أَيْنَ¼ وإذا كان مشتركاً بينهما كان حقيقة في كلٍّ منهما. قوله ½ويحتمل إلخ¼ عطف على ½يحتمل¼ الأوّل أي: وإشارة إلى أنّه يحتمل أن يكون ½أنّى¼ بمعنى ½أَيْنَ¼ لا بمعنى ½مِنْ أَيْنَ¼.