الهمزةَ) أي: بشرط[1] أن يذكر بعد الهمزة ما حمل المخاطب على الإقرار به (كما مرّ) في حقيقة الاستفهام من إيلاء المسؤول عنه الهمزةَ تقول ½أ ضربت زيداً¼ في تقريره بالفعل[2] و½أ أنت ضربت¼ في تقريره بالفاعل و½أ زيداً ضربت¼ في تقريره بالمفعول وعلى هذا القياس[3] وقد يقال التقرير بمعنى التحقيق[4] والتثبيت فيقال ½أ ضربت زيداً¼ بمعنى أنك ضربته البتّة[5] (والإنكارِ كذلك نحو: ﴿أَغَيۡرَ ٱللَّهِ تَدۡعُونَ﴾ [الأنعام:٤٠]) أي: بإيلاء المُنْكَر الهمزةَ[6] كالفعلِ في قوله: أَ يَقْتُلُنِيْ وَالْمَشْرَفِيُّ مَضَاجِعِيْ، والفاعلِ في قوله تعالى:
[1] قوله: [أي: بشرط إلخ] الشرطيّة تفهم من الحال وهو قوله ½بإيلاء المقرَّر به الهمزةَ¼ لأنه متعلِّق بمحذوف أي: حال كون المتكلِّم متلبِّساً بإيلاء المقرَّر به وهو ما يعرفه المخاطب الهمزةَ.
[2] قوله: [في تقريره بالفعل] أي: تقوله إذا أردت أن تحمل المخاطب على الإقرار بالفعل, فأنت عالم بأنه ضربه ولكن قصدت تقريره بالفعل لغرض من الأغراض كأن يكون في السماع منه تلذّذ بسبب المراجعة في الخطاب وكأن يكون السامع منكراً لوقوع الضرب من المخاطب فتريد أن تُسمِعه منه.
[3] قوله: [وعلى هذا القياس] أي: قياس بقية المتعلِّقات نحو ½أ راكباً جئت¼ في تقريره بالحال, و½أ في الدار زيد¼ في التقرير بالمجرور.
[4] قوله: [التقرير بمعنى التحقيق] أي: تحقيق النسبة, لكنّ مقصود المصـ هنا بالتقرير هو المعنى الأوّل بدليل قوله ½المقرَّر به¼ ولذا اقتصر عليه الشارح في حلّ المتن. قوله ½والتثبيت¼ عطف تفسير.
[5] قوله: [بمعنى أنك ضربته البتّة] ينبغي أن يكون المراد أنه إن كان ضرب المخاطب مجهولاً لنفسه فالمقصود إخباره به على وجه التثبيت وإن كان معلوماً له فالمقصود تثبيت إعلامه بكونه معلوماً كأنه يقول هذا معلوم قطعاً فلا تطمع في إنكاره.
[6] قوله: [أي: بإيلاء المُنْكَر الهمزةَ] تفسير لقوله ½كذلك¼ وبيان للمراد من التشبيه. قوله ½أَ يَقْتُلُنِيْ إلخ¼ أي: أيقتلني ذلك الرجل الذي توعّدني والحال أنّ المشرفيّ أي: السيف المنسوب إلى مشارف اليمن مضاجعي, فكونه معه مانع من القتل فالمنكَر هنا الفعل.