(فإن كان بينهما) أي: بين الجملتين (كمال الانقطاع بلا إيهام) أي: بدون أن يكون[1] في الفصل إيهام خلاف المقصود (أو كمال الاتّصال أو شبه أحدهما) أي: أحد الكمالين (فكذلك) أي: يتعيّن الفصل لأنّ الوصل يقتضي مغايرة ومناسبة[2] (وإلاّ) أي: وإن لم يكن بينهما كمال الانقطاع بلا إيهام ولا كمال الاتّصال ولا شبه أحدهما (فالوصل) متعيّن[3] لوجود الداعي وعدم المانع، والحاصل أنّ للجملتين اللتين لا محلّ لهما من الإعراب ولم يكن للأولى[4] حكم لم يقصد إعطاؤه للثانية ستّةَ أحوال: الأوّل كمال الانقطاع بلا إيهام، الثاني كمال الاتصال، الثالث شبه كمال الانقطاع، الرابع شبه كمال الاتصال، الخامس كمال الانقطاع مع الإيهام، السادس التوسّط بين الكمالين، فحكم الأخيرين الوصل وحكم
[1] قوله: [أي: بدون أن يكون إلخ] وذلك لأنّ الحكم عند إيهام خلاف المقصود هو الوصل نحو ½لا مدحتُ¼ لمن قال ½ما مدحتَ¼ ردًّا للنفي الذي قاله فإنّ الفصل فيه يوهم الدعاء عليه فيتعيّن الوصل فتقول ½لا ومدحتُ¼ وعدمه عند عدمه.
[2] قوله: [يقتضي مغايرة ومناسبة] أي: يقتضي مغايرة من جهة وهي لا تناسب كمالَ الاتّصال ولا شبهَه ويقتضي مناسبة من جهة وهي لا تناسب كمالَ الانقطاع ولا شبهَه فهي علّة مُوزَّعة. قوله ½أي: وإن لم يكن إلخ¼ بأن كان بينهما كمالُ الانقطاع مع إيهام خلاف المقصود في الفصل أو التوسّطُ بين الكمالين.
[3] قوله: [متعيّن] إشارة إلى الخبر المحذوف لقوله ½فالوصل¼ أي: فالعطف بالواو متعيّن. قوله ½لوجود الداعي¼ وهو دفعُ الإيهام في كمال الانقطاع مع الإيهام وقصدُ التشريك في التوسّط بين الكمالين. قوله ½وعدم المانع¼ وهو كمال الانقطاع بلا إيهام وكمال الاتّصال وشبه أحد الكمالين.
[4] قوله: [ولم يكن للأولى إلخ] أي: لم يكن للأولى قيد زائد أصلاً أو كان ولكن قصد إعطاؤه للثانية أيضاً. قوله ½ستّةَ أحوال¼ اسم ½أنّ¼. قوله ½فحكم الأخيرين¼ وهما كمالُ الانقطاع مع الإيهام والتوسّطُ بين الكمالين. قوله ½وحكم الأربعة السابقة¼ وهي كمالُ الانقطاع بلا إيهام وكمالُ الاتّصال وشبهُ كمال الانقطاع وشبهُ كمال الاتّصال. قوله ½فأخذ المصنِّف إلخ¼ أي: إذا أردتَ تحقيقها فنقول أخذ المصـ في تحقيق الأحوال الستّة أي: في إثباتها على الوجه الحقّ فقال إلخ.