½أَرْسُوْا¼ لأنّه خبر لفظاً ومعنى و½أَرْسُوْا¼ إنشاء لفظاً ومعنى، وهذا مثال لكمال الانقطاع بين الجملتين باختلافهما خبراً وإنشاءً لفظاً ومعنى مع قطع النظر عن كون الجملتين ممّا ليس له محلّ من الإعراب وإلاّ فالجملتان في محلّ النصب لكونهما مفعولي ½قال¼ (أو) لاختلافهما خبراً وإنشاءً[1] (معنى فقط) بأن تكون إحداهما خبراً معنى والأخرى إنشاءً معنى وإن كانتا خبريّتين أو إنشائيّتين لفظاً (نحو ½مات فلان رحمه الله¼) لم يعطف[2] ½رحمه الله¼ على ½مات¼ لأنّه إنشاء معنى و½مات¼ خبر معنى وإن كانتا جميعاً خبريّتين لفظاً (أو لأنه) عطف على ½لاختلافهما¼[3] والضمير للشأن (لا جامع بينهما كما سيأتي) بيان الجامع[4]
[1] قوله: [لاختلافهما خبراً وإنشاءً] إشارة إلى أنّ قوله ½معنى فقط¼ عطف على قوله ½لفظاً ومعنى¼. قوله ½بأن تكون إلخ¼ تصوير لاختلاف الجملتين خبراً وإنشاءً معنى فقط. قوله ½إحداهما¼ أي: الجملة الأولى أو الجملة الثانية. قوله ½وإن كانتا خبريّتين إلخ¼ فدخل فيه أربع صور الأولى: أن تكون الأولى خبريّة معنى والثانية إنشائيّة معنى وكلتاهما خبريّتين لفظاً, والثانية: أن تكون الأولى خبريّة معنى والثانية إنشائيّة معنى وكلتاهما إنشائيّتين لفظاً, والثالثة: عكس الصورة الأولى, والرابعة: عكس الصورة الثانية.
[2] قوله: [لم يعطف إلخ] بيان لكمال الانقطاع بين ½مات فلان¼ و½رحمه الله¼ بسبب اختلافهما خبراً وإنشاءً معنى فقط فإنّهما مختلفتان معنى وإن كانتا خبريّتين لفظاً, وكذا قولك ½أ ليس الله بكاف عبده اتّق الله أيّها العبد¼ فإنّهما مختلفتان معنى وإن كانتا إنشائيّتين لفظاً.
[3] قوله: [عطف على ½لاختلافهما¼] أي: فهذا سبب آخر لوجود كمال الانقطاع بين الجملتين ولو لم يكن بينهما اختلاف في الخبريّة والإنشائيّة.
[4] قوله: [بيان الجامع] أي: الجامع الذي إذا انتفى تحقّق كمال الانقطاع المُوجِب الفصلَ. قوله ½فلا يصحّ العطف إلخ¼ لأنه لا جامع بين زيد وعمرو وكذا بين طويل ونائم, وكذا لا يصحّ العطف في مثل ½زيد طويل وعمرو قصير¼ و½زيد طويل وصديقه نائم¼.