[1] قوله: [تأكيداً معنويًّا] أي: بأن يختلف مفهومهما ولكن يلزم من تقرّر معنى إحداهما تقرّر معنى الأخرى, والمراد تأكيداً معنويًّا لغة وإلاّ فالتأكيد المعنويّ اصطلاحاً إنّما يكون بألفاظ مخصوصة, ويمكن أن يقال إنّ التأكيد الذي يكون بألفاظ مخصوصة تأكيد معنويّ في المفردات والجملة الثانية من المختلفتين مفهوماً التي يلزم من تقرّر معناها تقرّر معنى الأولى تأكيد معنويّ في الجمل فتأمّل.

[2] قوله: [إذا جعلت إلخ] أي: إنّما يكون ½لا ريب فيه¼ مؤكِّدة لـ½ذلك الكتاب¼ إذا جعلت ½الم¼ طائفةً من الحروف واقعةً في أوّل السورة إشارةً إلى أنّ المتحدّى به مركّب من جنس هذه الحروف, وعلى هذا فالمراد بها مجرّد تعداد الحروف فلا تكون مسندةً ولا مسنداً إليها. قوله ½أو جملة مستقلّة¼ أي: أو جعلت ½الم¼ جملة مستقلّة بأن يكون التقدير ½الم هذا¼ أو ½هذا الم¼. قوله ½جملة ثانية¼ أي: لا محلّ لها من الإعراب. قوله ½ثالثة¼ أي: لا محلّ لها من الإعراب, واحترز الشارح بقوله ½إذا جعلت إلخ¼ عمّا إذا جعلت ½الم¼ مبتدأ و½ذلك الكتاب¼ خبراً أو جعل ½ذلك الكتاب¼ مبتدأ و½لا ريب فيه¼ خبراً, فإنّه لا يكون حينئذ ½لا ريب فيه¼ جملة مؤكِّدة لا محلّ لها من الإعراب لجملة قبلها كذلك.

[3] قال: [فإنّه لمّا بولغ إلخ] هذا بيان لكون ½لا ريب فيه¼ مؤكِّدة لـ½ذلك الكتاب¼, وضمير ½إنّه¼ للشأن. قال: ½الدرجةَ القصوى¼ أي: الدرجة البعدى في الرفعة وهو معمول البلوغ.

[4] قوله: [الدالّ إلخ] صفة لـ½جعلِ¼ أو لـ½ذلك¼. قوله ½على كمال إلخ¼ لأنّ تعريف المسند إليه قد يكون لكمال الاهتمام بتمييزه. قوله ½والتوسّلِ إلخ¼ عطف على ½كمالِ العناية¼ أي: بالجعل الدالّ على كمال العناية بتمييزه والدالّ على التوسّل إلى التعظيمِ وعلوِّ الدرجة بسبب دلالته على البعد فكأنه في مرتبة لا يشار إليها إلاّ من بعد. قوله ½الدالّ على الانحصار¼ فإنّ تعريفه يدل على الانحصار.